الخرطوم (وكالة فيدس) - "انّ صمتكم وصمة عار في التاريخ الذي يشهد لزمن تخلى فيه العالم عن إنسانيته". بهذه الكلمات اتهم ميني أركو مناوي، حاكم دارفور ورئيس حركة تحرير السودان، المجتمع الدولي بأنه كان شاهدًا عاجزًا على الغزو والمجازر اللاحقة التي ارتكبت ضد السكان في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، على يد ميليشيات قوات الدعم السريع (راجع فيدس 27 و28 تشرين الاول/أكتوبر 2025). يقود مناوي فصيلة حركة تحرير السودان التي شاركت في عملية السلام السودانية عام 2019 وكان قد عُين رئيسًا لحكومة دارفور الإقليمية في آب/ أغسطس 2021. قاتل المقاتلون الموالون له إلى جانب الجيش النظامي (القوات المسلحة السودانية) للحفاظ على السيطرة على الفاشر، التي كانت تحت حصار قوات الدعم السريع لمدة 18 شهرًا.
بحسب مناوي، سهّل تدخل قوة أجنبية واحدة على الأقل سقوط المدينة، مستخدمةً وسائل متطورة لدعم مقاتلي قوات الدعم السريع. وصرح في خطاب بُثّ مساء أمس، 28 أكتوبر/تشرين الأول: "ما كانت الفاشر لتسقط لولا أن الدول المعتدية وظّفت قدراتها المادية واللوجستية والاستخباراتية، حتى وصلت إلى حدّ التشويش على أجهزة الاتصالات عبر الأقمار الصناعية، بمساعدة وكالات استخبارات أجنبية، مما أدى إلى قطع الاتصال بين القوات المقاتلة في الفاشر ومراكز القيادة في المدن الأخرى". وأضاف مناوي أن قوات الدعم السريع اعتمدت على مساعدة "مرتزقة من دول مجاورة وخارجية، وطائرات مسيرة من الخارج".
مع سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر، باتت تسيطر على جميع عواصم دارفور الخمس، غرب السودان، حيث تولت الحكومة الموازية التي شكلها قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، السلطة في أغسطس/آب في مدينة نيالا، عاصمة جنوب دارفور. من جهة، ثمة مخاوف من تقسيم السودان (راجع فيدس 18/06/2025)، ولكن من جهة أخرى، لا يُستبعد استئناف قوات الدعم السريع هجومها على بقية أنحاء البلاد، وصولاً إلى العاصمة الخرطوم، التي طُردت منها في نهاية مارس/آذار (راجع فيدس 04/04/2025). (ل.م.) (وكالة فيدس 29/10/2025)