wikipedia
بقلم باسكال رزق
بيروت (وكالة فيدس) - كما انتظر يوحنا بولس الثاني عام 1997 وبندكتس السادس عشر عام 2012، يستعدّ بلد الأرز لاستقبال البابا لاون الرابع عشر، المنتظر في 30 نوفمبر/تشرين الثاني في أول زيارة رسولية له كبابا، والتي ستبدأ في تركيا، بحج إلى إزنيق بمناسبة الذكرى 1700 لمجمع نيقية الأول.
وكانت زيارة خليفة بطرس متوقعة منذ عام 2021، عندما كشف البابا فرنسيس، ردًا على سؤال من عماد عبد الكريم الأطرش ( سكاي نيوز عربية)، عن الوعد الذي قطعه للبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي بزيارة لبنان.
بعد خمسة أشهر من حبريته، ها هو البابا لاون الرابع عشر يلبي دعوةً الرئيس اللبناني جوزيف عون الذي التقاه في 13 يونيو/حزيران 2025، وسيزور لبنان في وقتٍ حاسم.
بمجرد انتشار خبر الزيارة البابوية، عمّ الفرح والحماس بين اللبنانيين الذين يرون في هذه الزيارة دلالةً على قربه من البلاد في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخه.
بالنسبة للبنانيين، تحمل هذه الزيارة الرسولية الأولى للبابا لاون أهمية بالغة. فهذا البلد الصغير، الذي تبلغ مساحته 10,452 كيلومترًا مربعًا، والذي يتعرض لعواصف مستمرة و"نزيف بشري" بسبب الهجرة، يحتفظ بدور تاريخي وثقافي وأدبي وفني واجتماعي فريد في الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط. وهو، بتنوعه وتعدد مكوناته المسيحية والإسلامية، لا يزال، رغم كل مشاكله وإخفاقاته، يمثل "نموذجًا فريدًا للتعايش"، "فريدًا لا غنى عنه للمنطقة والعالم أجمع"، كما صرّح رئيس الجمهورية اللبنانية في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول، مضيفًا أن "إنقاذ" لبنان "واجب أساسي على البشرية".
لبنان رسالة، إنّ لبنان يعاني، لبنان هو أكثر من توازن، ولديه ضعف التنوع، إذ أنّ البعض ما زال غير متصالح، لكنّه يملك قوة الشعب الكبير المتصالح، مثل قوّة الأرز [...] لكن لبنان الآن هو في أزمة، - لا أريد الإساءة - ولكنها أزمة حياة." هذا ما قاله البابا فرنسيس على متن رحلة عودته من العراق. إن المعاناة التي يواجهها لبنان في ظل هذه الأزمة الوجودية هي ما يأمل العديد من اللبنانيين أن يشاركوه مع البابا لاون، طالبين دعمه في هذه المرحلة من "الصحوة اللبنانية" مع الرئيس جوزيف عون، الذي وعد ببناء بلد كفؤ، قائلاً: "المطلوبُ لإنقاذِه، فهو بكلِ بساطة، موقفٌ واضحٌ داعمٌ عملياً وميدانياً، لتحريرِ أرضه، ولفرضِ سيادةِ دولتِه وحدَها فوقها، بقواه الشرعية حصراً ودون سواها."
لبنان يقف عند إشارة مرور: إما أن نتجه نحو بلد يُعزز المواطنة والحوكمة الرشيدة، أو سنعلق في مأزق مُميت. المسيحيون في لبنان ليسوا أقلية، ولا يزال لبنان واحة لحرية التعبير، هذا ما صرّح به الأب رافائيل زغيب، الأستاذ في جامعة القديس يوسف في بيروت وعضو مجموعة التأمل المسكونية "نختار الحياة"، لوكالة فيدس. بالنسبة للبنانيين، تأتي زيارة البابا في وقت إرهاق جماعي. لبنان يحاول الخروج من الهاوية. من الضروري تجديد دعوة البابا يوحنا بولس الثاني "إلى هذه الأرض للقيام بمسيرة صلاة وتوبة وترديد" تُمكّن المسيحيين اللبنانيين "أن يتساءلوا أمام الرب عن أمانتهم للإنجيل وعن التزامهم الفعلّي في اتّباع المسيح"، كما ورد في إرشاده الرسولي "رجاء جديد للبنان". "لبناء جسد المسيح معاً، بروح كنسيّة حقيقية." (وكالة فيدس 08/10/2025)
آسيا/الصين - فضيلة الرجاء اللاهوتية في صميم ”رسائل زمن المجيء“ التي وجهها أساقفة هونغ كونغ وقوانغتشو