بيروت (وكالة فيدس) - في غزة وأجزاء أخرى من فلسطين ، ترتكب "الفظائع المتواصلة واللا-إنسانية " ضد الفلسطينيين وقد "أسفرت عن موت ما يزيد عن 28000 مدني، أكثر من ثلثاهما ونيّف من الأطفال والنساء". في مواجهة سيناريو الموت هذا، تنشر مجموعة "نختار الحياة"، المكونة من محللين مسيحيين ولاهوتيين وعاملين رعويين، وثيقة تؤكد أن الحرب التي تدور رحاها في الأرض المقدسة "لا تبرز قدرة الانسان على العنف فحسب عبر شيطنة الآخر ونزع صفة الإنسانية عنه، بل تحيل أيضا على أزمة أخلاقية عميقة تشكّل تحدّياً لنا لا كمسيحيين فقط ، بل كبشرأيضا ".
نشرت المجموعة المسكونية في أيلول 2021 (راجع فيدس 28/9/2021) وثيقة بعنوان "المسيحيون في الشرق الأوسط: من أجل تجديد الخيارات اللاهوتية والاجتماعية والسياسية". ويضم الفريق، الذي اعتمد كاختصار له صيغة تستند إلى آية من سفر التثنية ("نختار الحياة بوفرة")، الأستاذة ثريا بشعلاني، الأمينة العامة السابقة لمجلس كنائس الشرق الأوسط، والكاهن الماروني روفائيل زغيب، المدير الوطني للاعمال الرسولية البابوية في لبنان، والاب غابريال هاشم من كنيسة الروم الملكيين في لبنان.
وجاء في الرسالة: "الرد العسكري الفوري، الذي بدأ كعملية انتقامية على الفظائع التي جرت في 7 تشرين الاول/ أكتوبر 2023، ما لبث ان تحول إلى حرب مدمرة ومخطط لها،سعت دول عدّة في العالم الحر الى تبريرها ودعمها في ما قوبلت بالصمت على يد ديكتاتوريات المنطقة".
ويشير مؤلفو الوثيقة إلى أن "عسكرة الأيديولوجيات الدينية، سواء قامت بها دول أو حركات خارج الدولة، تؤشر الى المخاطر المفاهيمية التي تواجهها الأديان اذا هي تجاهلت جوهر رسالتها". كما تلفت الوثيقة الانتباه إلى وضوح الأصوات الناقدة التي ترفض وتدحض "السردية التي تربط اليهودية بالصهيونية أو تقول انّهما صنوان وتعتبر أن انتقاد ممارسات دولة إسرائيل المخالفة للقانون الدولي هي عداْ للسامية".
وتضم المجموعة صوتها إلى جميع أولئك الذين يطالبون "بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرها. ويلفت كذلك انّها تتصدّى لمماهاة القضية الفلسطينية، بوصفها قضية وطنية، بالجهاد المسلّح والمطالب الإسلاموية المتطرفة. انّ هذه الأصوات تسائل السرديات التبسيطية وتساهم في فهم افضل لتنوع وجهات النظر داخل الفضاء الاسلامي ". (ج.ف.) (وكالة فيدس 22/2/2024)