شامبينو (وكالة فيدس) - انّ كل رسالة رسولية حقيقية هي عمل المسيح ، الذي يجعل نفسه "مدركًا" للآخرين من خلال العمل في حياة وقلوب تلاميذه. هذا ما ذكره الكاردينال لويس أنطونيو غوكيم تاغلي، في مداخلته يوم الأربعاء 31 مايو / أيار في اليوم الأول للجمعية العامة للاعمال الرسولية البابوية ، المنعقدة في شيامبينو (روما) ، في مجمّع مادونا ديل كارمين "إيل كارميلو" (راجع فيدس 30/5/2023) والتي يحضرها أكثر من 100 من المدراء الوطنيين للاعمال الرسولية البابوية ، القادمين من جميع القارات. وقدّم الكاردينال ثلاث نقاط تأمل بسيطة لمرافقة اعمال الجمعية ، مستوحاة من نص زيارة مريم لنسيبتها إليصابات ، بحسب ليتورجيا اليوم الأخير من شهر ايّار/مايو.
وأكد الكاردينال انّ نصّ الإنجيل الذي يروي اللقاء بين الامرأتين الحاملتين لا يمكن تفسيره من وجهة نظر بشرية. انّ إليصابات متقدمة في السنّ ، ويدعوها الجميع عاقراً امّا مريم عذراء التي لا تعرف رجلاً وتسأل الملاك الذي أعلن حملها الإلهي : "كيف يكون ذلك ممكنًا؟". يظهر نفس السؤال في قلب أليصابات عندما رأت مريم تأتي لزيارتها وتبقى معها ("كيف يمكن أن تأتي إلي والدة ربي؟"). ويعلّق الكاردينال تاغلي في المقطع الأول من تأمله قائلاً انّ التدخل الالهي في حياة المرأتين هو من أجل رسالة معيّنة: "انّ ابن مريم لديه رسالة. ولابن أليصابات أيضًا رسالة ، في ضوء رسالة ابن مريم ". انّ تساؤل مريم وأليصابات "كيف يمكن" ينبع من إدراكهن استحالة تحقيق القدرات البشرية لما يمكن أن يكون فقط عمل الله. وهو اعتراف يهتز في كل عمل رسولي أصيل ، وهو دائمًا عمل الله المنجز " في الأواني الفخارية "، كما يذكر القديس بولس في الرسالة الثانية إلى أهل كورنثوس. "إذا كان لدينا الإيمان ، فإننا ندرك أن الرب سيحقق ما يريد تحقيقه في حياتنا" ، وأن الكنز الموجود في الأواني الفخارية التي يتحدث عنها القديس بولس هو "كنز لا يأتي منا". هذا "لا يبرر الكسل المتوسط ونقص الإبداع. ولكن لندرك أنه حتى مع بذل أكبر الجهود البشرية فإننا لا نزال محدودين ". وأنه فينا في "أوانينا الفخارية" يمكن أن يتم "عمل الله وليس عملنا. الاستحقاق له ، والفضل يعود بالكامل إلى الله ".
على خطى إنجيل الزيارة ، اعترف الكاردينال تاغلي بأنه "مفتون" بحقيقة أن يسوع ، الذي لا يزال مختبئًا في بطن مريم ، "يُدرك" بالفعل من قبل الآخرين ، كما حدث لأليصابات ويوحنا المعمدان نفسه، الذي "يفرح" في بطن أمه عند وصول مريم. إن "الحضور الخفي ليسوع كان يُدركه أولئك الذين امتلأوا بالروح القدس" ، بينما كان يسوع حاضرًا ولكنه لم يكن مرئيًا بعد. وهذا "السر الجميل" له ما للقيام أيضًا برسالة إعلان الإنجيل. إن تلاميذ المسيح - كما يذكّر الكاردينال تاغلي - مدعوون أيضًا إلى الاعتراف والشهادة لإيمانهم "علانية". ولكن هناك مواقف وظروف يجلبون فيها المسيح معهم ويشهدون له حتى بطريقة صامتة ، و "يمكن للناس من حولنا أن يختبروا حضوره الفعال". وأضاف الكاردينال تاغلي "لهذا السبب فإن العمل الإرسالي له مصادره في الصلاة وفي اللقاء مع يسوع: للسماح للروح القدس "بتشكيل" المسيح فينا ، لذلك أن يشعر الناس بوجوده حتى عندما نسير ونفعل شيئًا آخر ".
زيارة مريم لنسيبتها إليصابات
تابع الكاردينال ، مطورًا النقطة الثالثة من تامّله - إنه حدث فرح: يوحنا المعمدان يفرح في رحم إليصابات ، وتلفظ إليصابات كلمات الفرح التي تتكرر أيضًا في الصلاة الى مريم ("أنت مباركة بين النساء") ، ومريم نفسها تصلي بـ" نشيد مريم " الجميل جدّاً. في تلك الصلاة ، مريم "لا تلفت الانتباه إلى نفسها". تتواضع لفرح إدراك أن الله وحده قادر على فعل "الأشياء العظيمة" التي تحدث لها. وفي الابتهاج الذي تنطق به في النشيد ، يتحول فرح مريم على الفور إلى شركة مع الفقراء والصغار من شعب إسرائيل. رحبت مريم بـ "الأشياء العظيمة" التي كان الله يعمل فيها "كعلامة على أن الله سيعمل أموراً عظيمة من أجل شعبه". فيما حدث فيها ، تدرك مريم "بداية تحقيق الوعد". تحمل يسوع في حضنها ، وتعلن تحرير أولئك الذين يعانون. وفي شركتها مع فقراء إسرائيل - أكد الكاردينال تاغلي ، مذكّرة بكلمات بسيطة السبب الحقيقي لكل رسالة رسولية - تُظهر مريم أن "نعمة الله ليست لي وحدي ، بل هي للجميع. ان الفرح الحقيقي هو عندما نتشاركه ". وكل رسالة تتم باسم المسيح "لا يمكن فصلها أبدًا عن لقائنا بيسوع ، وعن حضوره معنا وفينا" ، بحيث يكون هو الذي يجعل نفسه "محسوسًا" للأشخاص الذين نلتقي بهم "، في كل مناسبة ". (ج.ف.) ( وكالة فيدس 1/6/2023)