photo Ol'ga Dubjagina
بقلم كيارا دوماركو
موسكو/روما (وكالة فيدس) - قال البابا لاون في تور فيرغاتا في ختام يوبيل الشباب: "هناك أماكن لم يتمكن الشباب من القدوم منها لأسباب نعرفها". ينطبق هذا أيضًا على العديد من الشباب الكاثوليك الروس، نظرًا للارتفاع الكبير في تكاليف السفر والصعوبات البيروقراطية. لكن رغبتهم في المشاركة في فعاليات سنة اليوبيل هذه كانت قوية جدًا. وهكذا، اجتمع 90 شابًا من حاجي الأمل في موسكو من 23 إلى 27 تمّوز/يوليو، بينما سافر اثنان منهم جوًا إلى روما لحضور يوبيل المؤثرين (28-29 تموز/ يوليو).
اجتمع الشباب في العاصمة الروسية من مدن مختلفة تابعة لأبرشية والدة الاله، وبعضهم من أبرشيتي سان كليمنتي وسان جوزيبي التابعتين للأساقفة. انقسم الحجاج إلى ثلاث مجموعات، وجابوا شوارع موسكو، متناوبين على زيارة الهيئات الكنسية الكاثوليكية في المدينة في الرعايا الثلاث الحاضرة. والتقوا مساءً في الكاتدرائية للمشاركة في الذبيحة الالهية وتبادل خبراتهم اليومية، برفقة الأسقف نيكولاي دوبينين. وصرح رومان أندرييف، مسؤول أنشطة الشباب في الأبرشية، لوكالة فيدس: "أردنا أن يتعرف الشباب على الثراء الثقافي والخصائص الفريدة لكل رعية وواقعها الكاثوليكي في العاصمة، نظرًا لأننا لا نحظى جميعًا بفرصة التواصل، حيث نعيش، مع جماعات وأديرة كاثوليكية نابضة بالحياة". خلال اللقاءات المتنوعة، تعرّف الحجاج على روحانية الفرنسيسكان والساليزيان و"عمل الله" و"كلمة الله"، وزاروا معهد القديس توما الذي يديره اليسوعيون، ودير راهبات المحبة، وتعرّفوا على تاريخ الجماعات الروم الكاثوليكية. وأضاف رومان: "لقد شعرنا نحن أيضًا بأننا حجاج رجاء وجزء من الكنيسة العالمية. وعندما نعود إلى ديارنا، سنحمل شرارة الرجاء هذه معنا، إلى جماعاتنا وفي جميع أنحاء البلاد".
لكن ليزا وأندريه لم يكونا مع الشباب الآخرين: فقد سافرا إلى روما، كممثلين إعلاميين للكاتدرائية الكاثوليكية في موسكو، للمشاركة في اليوبيل الخاص بالمرسلين والمؤثرين الرقميين، إلى جانب أكثر من 1000 من المبدعين من 76 دولة وعدة آلاف آخرين متصلين عبر الإنترنت.
قال أندريه لوكالة فيدس: "أكثر ما سيبقى في ذاكرتي هو الوحدة المذهلة للكنيسة الجامعة، التي شهدناها في الأيام الأخيرة. آلاف الوجوه المبتسمة من عشرات البلدان المختلفة، تُنشد ترانيم للإله الواحد. بالنسبة للكاثوليك من جالية روسية صغيرة، إنها خبرة لا تُنسى".
خلال برنامج على مدّة يومين، شارك صانعو المحتوى في القداس وعبادة القربان المقدس، وكرسوا رسالتهم للسيدة العذراء مريم في حدائق الفاتيكان، وأجروا مناقشات مجموعات العمل، وزاروا القصر الرسولي، والتقوا بالبابا لاون الذي فاجئهم.
قالت لنا ليزا: "في كل مرة كنت أفكر: 'لا يوجد شيء أفضل مما أعيشه الآن'، كان يحدث أمرٌ مثير للدهشة. من أقوى اللحظات بالنسبة لي كانت عبادة القربان المقدس: تخيلوا كاتدرائية القديس بطرس لنا وحدنا (المؤثرون، ملاحظة المحرر)، بحضور يسوع. ورغم أننا أتينا من بلدان مختلفة وتحدثنا لغات مختلفة، إلا أننا كنا متحدين بإيماننا بالمسيح. كانت لحظةً فريدةً من نوعها، اختبرت فيها وحدة الله وقربه، ومحبته ورحمته."
يوبيلٌ لمن يُقررون تسخير مواهبهم في وسائل التواصل الاجتماعي لخدمة الآخرين، ليس بهدف الشهرة، بل رغبةً في إنتاج محتوى يُقرّب الصغار والكبار من الله. وقد أرادت ليزا وأندريه المحاولة، رغم الصعوبات. وتابع أندريه: "عندما قررنا المجيء إلى هنا (روما، ملاحظة المحرر)"، "فعلنا ذلك لأننا أردنا مقابلة مُرسلين رقميين آخرين من بلدانٍ يكون فيها صوت الكنيسة الكاثوليكية ضعيفًا، وبالصدفة، التقينا بدانيال، وهو شاب كاثوليكي من طوكيو. باستماعنا إلى قصته، أدركنا أن وضع الكاثوليك في روسيا يُشبه، من بعض النواحي، وضع الكاثوليك في اليابان: مشاكل كثيرة وآمال كثيرة مشتركة". واختتمت ليزا قائلةً: "لقد استلهمنا الكثير من الشباب الموهوبين من جميع أنحاء العالم، ونحن نعود إلى ديارنا برغبةٍ كبيرةٍ في العمل ونقل ما اكتسبناه وتعلمناه إلى الآخرين".(وكالة فيدس 5/8/2025)