بندكتس السادس عشر يدعو الى السير على خطى القديسين لتكون حياتنا "نشيد تسبيح لله"

الاثنين, 27 أبريل 2009

حاضرة الفاتيكان (وكالة فيدس). - إن نور وجه المسيح يشع اليوم علينا بشكل خاص من خلال الملامح الإنجيلية للطوباويين الخمسة الذين تكتب أسماؤهم اليوم في سفر القديسين: أركانجلو تاديني، برناردو تولوماي، نون ودي سانتا ماريا ألفارس بيرييرا، غرترودي كومنسولي، وكاترينا فولبيشلي. أتحد بفرح بالحجاج الذين اجتمعوا ههنا من دول مختلفة ليعبروا لهم عن خالص تكريمهم، وأوجه إليهم تحية قلبية. تبين لنا خبرات هؤلاء القديسين الجدد الإنسانية والروحية التجديد العميق الذي يقوم به سر قيامة المسيح في قلب الإنسان؛ هذا السر الأساسي الذي يوجه ويهدي كل تاريخ الخلاص". هذه ه يكلمات البابا بندكتس السادس عشر خلال عظنه يوم الأحد بمناسبة إعلان قداسة خمسة طوباويين.
وتحدث البابا عن إنجيل تلميذي عماوس العائدين بسرعة إلى أورشليم، وقال: "مرة أخرى، كما كان الأمر مع تلميذي عماوس، يسوع يكشف ذاته لتلاميذه بينما هو جالس إلى المائدة، ويساعدهم لكي يفهموا الكتاب المقدس ويعينهم على قراءة أحداث الخلاص على ضوء الفصح. وركز البابا على أهمية الافخارستيا في حياة كل مسيحي. " ما هي حياتنا المسيحية من دون الافخارستيا – تابع البابا - الافخارستيا هي الإرث الأبدي والحي الذي تركه لنا الرب في سر جسده ودمه، ويترتب علينا أن نفكر ونتعمق فيه دومًا."
وانتقل البابا بعدها ليذكر بفضائل كل من القديسين الجدد: كان القديس أركانجلو تاديني يقضي ساعات طويلة في الصلاة أمام الافخارستيا. هذا الكاهن القديس، الرجل المكرس بالكلية لله، كان دائم الاستعداد في كل آن لكي يسير بهدي الروح القدس، وكان في الوقت عينه مستعدًا لكي يتجاوب مع الأحداث التي كانت تطرأ ليجد لها حلاً. ولهذا قام بمبادرات عملية وشجاعة غير قليلة، مثل تنظيم "الجماعة العاملة الكاثوليكية للتعاون المتبادل"، وبنى معمل الحياكة والمدرسة الداخلية للعاملات، وفي عام 1900 أسس "جمعية الأخوات العاملات لبيت الناصرة المقدسة"، بغية تبشير عالم العمل من خلال مقاسمة التعب، على مثال عائلة الناصرة المقدسة.
أما برناردو تولوماي فهرف ايضاً بحبه للصلاة وللعمل اليدوي، وهو بادئ حركة رهبانية بندكتية فريدة. لقد كان وجوده وجودًا افخارستيًا مكرسًا بكليته للتأمل، الذي كان يترجم ذاته بخدمة متواضعة للقريب. بفضل روحه المتواضع والضيافة الأخوية، انتخبه الرهبان أباتي لمدة 27 سنة متتالية، حتى موته. إضافة إلى ذلك، لكي يضمن استمرار عمله، نال من أكليمنضوس السادس، في 21 يناير 1344، المصادقة الرسولية على الرهبنة البندكتية الجديدة المعروفة باسم "سانتا ماريا دي مونتي أوليفيتو... يقدم لنا مثال هذا القديس الدعوة لكي نترجم إيماننا في حياة مكرسة للصلاة ومعاشة في خدمة القريب.
"وانتقل البابا ليتكلم بالبرتغالية عن القديس نون ودي سانتا ماريا، بطل وقديس البرتغال...ما يميز هذا القديس – قال البابا - هو حياة صلاة مكثفة وثقة كاملة بالعون الإلهي. لقد كان جنديًا رائعًا وقائدًا عظيمًا ولكنه لم يسمح لمؤهلاته الشخصية بأن تعاكس العمل الأسمى الذي ينبع من الله. كان القديس نونو يجهد لكي لا يعرقل عمل الله في حياته، مقتديًا بالسيدة العذراء التي كان يكرمها بتقوى، والتي كان ينسب إليها علنيًا انتصاراته.
وعاد البابا الى اللغة الايطالية ليتحدث عن القديسة جرترود كومنسولي التي "صارت عبادة يسوع الافخارستي الهدف الأول لحياتها" وأمام الافخارستيا أدركت دعوتها ورسالتها في الكنيسة: أي التكرس دون تحفظ للعمل الرسولي والإرسالي، وخصوصًا لأجل الشبيبة". كومنسولي تذكرنا بأنه يجب على "السجود الافخارستي أن يضاهي جميع أعمال المحبة"، لأنه من محبة المسيح المائت والقائم، والحاضر حقًا في سر الافخارستيا، تنبع تلك المحبة الإنجيلية التي تدفعنا إلى اعتبار جميع البشر إخوة لنا".
كاترينا فولبيشلي هي أيضاً شاهدة للحب الإلهي، واجتهدت بأن تكون "خاصة المسيح، ولكي تحمل إلى المسيح" جميع الذين كانت تلتقي بهم في نابولي في ختام القرن الثامن عشر، في زمن أزمات روحية واجتماعية. "فقط في قلب يسوع تستطيع البشرية أن تجد "مسكنًا آمنًا". تبين القديسة كاترينا لبناتها الروحيات ولنا جميعًا سبيل الارتداد المتطلب الذي يحول القلب في جذوره، ويتترجم في أعمال متناسقة مع الإنجيل".
في الختام شكر البابا الله على القديسين الجدد داعياً الى المؤمنين الى السير على خطاهم لتكون حياتنا "نشيد تسبحة لله على خطى يسوع، الذي نسجد له بإيمان في سر الافخارستيا ونخدمه بسخاء في قريبنا". (وكالة فيدس 27-04-2009)


مشاركة: