الفاتيكان - يوحنّا بولس الثاني طوباوي !

الاثنين, 2 مايو 2011

حاضرة الفاتيكان (وكالة فيدس) - "ها هو اليوم المنتظر قد أتى! أتى بسرعة لأن الرب هكذا شاء: مبارك يوحنا بولس الثاني!"، هكذا هتفَ قداسة البابا بندكتس السادس عشر في مستهلّ موعظته التي ألقاها في الأول من مايو، خلال الاحتفال المهيب الذي طوّب فيه خادم الله يوحنّا بولس الثاني. شاركَ في الاحتفال الليترجي السادة الكرادلة ورؤساء الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات، بالإضافة إلى 87 وفدٍ رسمي من مختلف البلدان، وجمعٌ غفير من المؤمنين يقدّر عددهم بأكثر من مليون، حسبَ مصادر رسمية، آتين من مختلف أنحاء العالم ملأوا ساحة مار بطرس والشوارع الجانبية، حيث كان ممكنًا متابعة قدّاس التطويب من مختلف شاشات العرض العملاقة الموضوعة في العديد من ساحات المدينة.

وقال البابا بندكتس السادس عشر: "يوحنّا بولس الثاني طوباويٌ من اجل إيمانه الراسخ والقوي والرسولي"، مستشهدًا بإنجيل اليوم الذي يروي ظهور يسوع القائم لتوما. بالإضافة إلى التطويب، تمّ الاحتفالُ أيضًا بالأحد الثاني من زمن القيامة، "الذي دعاه الطوباوي يوحنّا بولس الثاني بأحد الرحمة الإلهية" و "في اليوم الأول من الشهر المريمي، تحت الأنظار الوالدية لمَن بإيمانها تقوّي إيمانَ الرسل وتقوّي بلا انقطاع إيمانَ خلفائهم وبخاصة المدعوين منهم لاعتلاء السدّة البطرسية". وباللغة البولونية، أكدَ قداسةُ البابا: "من خلال شهادة إيمانه ومحبته وشجاعته الرسولية، المصحوبة بطاقةٍ بشرية كبيرة، قام ابنُ الأمة البولندية المثالي بمساعدة مسيحيي العالم أجمع على عدم الخوف من المجاهرة بمسيحيتهم، والانتماء إلى الكنيسة، والتحدث عن الإنجيل. باختصار، ساعدنا على عدم الخوف من الحقيقة، لأن الحقيقة هي الضمانة للحرية".

وملخصًا رسالة يوحنّا بولس الثاني، واصل قداسةُ البابا: "منحنا القوة للإيمان بالمسيح، لأن المسيح هو Redemptor hominis، فادي الإنسان. وهذا هو عنوان رسالته العامة الأولى والأساس المشترك لكل الرسائل الأخرى. تبوأ كارول فويتيلا السدّة البطرسية حاملاً معه فهمًا عميقاً للفرق بين الماركسية والمسيحية، استناداً إلى رؤيتهما للإنسان. فكانت رسالته: الإنسان هو درب الكنيسة، والمسيح هو درب الإنسان. بهذه الرسالة التي تشكل الإرثَ العظيم للمجمع الفاتيكاني الثاني ولـ "مدير دفته" خادم الله البابا بولس السادس، قاد يوحنا بولس الثاني شعب الله لكي يجتاز عتبة الألفية الثالثة التي تمكن من تسميتها بفضل المسيح "عتبة الرجاء". أجل، من خلال الرحلة التحضيرية الطويلة لليوبيل الكبير، أعطى المسيحية توجهًا متجددًا نحو المستقبل، مستقبل الله، الذي يسمو فوق التاريخ لكنه مع ذلك يؤثر فيه" (SL) (وكالة فيدس 2-5-2011).


مشاركة: