آسيا / باكستان - إعادة بناء في مرحلة ما بعد الفيضانات: لاجئون مسيحيون مجهولون من قبل الحكومة

الخميس, 11 نوفمبر 2010

كاراكي (وكالة فيدس) - "بدأت في باكستان أعمالُ إعادة البناء في مرحلة ما بعد الفيضانات، بينما توجدُ 20 ألف عائلة مسيحية تقريبًا متروكة تمامًا من الحكومة، نتيجة استمرار انتشار ظاهرة التمييز العنصري، فأخذت الكنائس المسيحية وبعض المنظمات غير الحكومية ذات التوجّه المسيحي على عاتقها الاهتمامَ بهذه العوائل". هذا ما قاله لوكالة فيدس الأب ماريو رودريكوس، مدير البعثات الرسولية الحبرية في باكستان، وشرحَ قائلاً: "ما أن أنتهت الفيضانات، حتّى دخلت البلاد في مرحلةٍ صعبة من إعادة البناء. فهناك صعوباتٍ كبيرة تكمنُ في عدم كفاية الأموال التي بحوزة الحكومة. من جهةٍ أخرى، تستمرُ أعمال الطوارئ وتوزيع الغذاء ومحاربة الحالات الصحيّة الخطرة الناشئة عن أمراض حمّى الضنك والكوليرا". ولكن، وبحسب السيناريو المعتاد في المجتمع الباكستاني، "فإن المسيحيين مهملون ومهمشون ويُكتبون في آخر قوائم المساعدات كونهم غير مستحقين للاهتمام بنظر الحكومة والسلطات المحلية. ولذلك تركّز الكنيسة اليوم على مساعدة العوائل المسيحية، للعمل على الحدّ من وصولها إلى حالةٍ أكثر بؤسًا، ومع هذا يبقى الخطر الذي يهددُ بقاءها".
"ينتشرُ اللاجئون المسيحيون في أنحاء البلاد وخاصةً في مقاطعات السند وبنجاب وكذلك المقاطعات الشمالية وخاصةً الخيبر (الحدود الشمالية الغربية السابقة). أمّا الحالة الأكثر سوءًا فتُلاحَظ في بنجاب، حيث تعادي السلطات المحلية المسيحيين ولا تبدي أيّة نيّة لمساعدتهم".
يكلّفُ إعادة بناء بيتٍ ما 200 ألف روبية تقريبًا (أي ما يقارب 20 ألف دولار)، وبناءً على هذا أطلقت كاريتاس باكستان نداءً للمتبرعين في كل العالم لجمع التبرعات اللازمة لإعادة بناء بيوت عشرين ألف عائلة مسيحية. وبالإضافة إلى الأراضي التي يجب استصلاحها من أجل إعادة استغلالها للزراعة.
من جهةٍ أخرى، تغرقُ مشاريع الحكومة، مثل "بطاقة اللاجئ"، في الفساد وفي إدارةٍ سيئة مما ولّد إحباطًا. وختم الأب ماريو في هذا الصدد نقلاً عن آلاف اللاجئين المسيحيين: "تهتمُ الحكومة الباكستانية بحاجات الأغنياء وأصحاب الأملاك فقط، ولا ترعى الجماهير الغفيرة من الفقراء والمحرومين الذين خسروا كلّ شيء. ومن بينهم الشعب المسيحي، الذي هو أفقر الفقراء". (PA) (وكالة فيدس 11-11-2010).


مشاركة: