أساقفة ماليزيا: الاعتداءات تشوه صورة الإسلام المعتدل

الثلاثاء, 12 يناير 2010

جوهور (وكالة فيدس) – تشعر الكنيسة الماليزية بالقلق، فهي لم تكن تتوقع أن تحدث مسألة استخدام كلمة "الله" ردات فعل مماثلة واعتداءات على الكنائس والمباني المسيحية. من الضروري العمل من خلال الحوار والتوافق الاجتماعي من أجل إزالة الصراع الذي تسعى بعض الجماعات الأصولية من خلاله إلى إشعال الفتنة في الأمة". هذا ما صدر عن مجلس أساقفة ماليزيا وسنغافورة وبروناي المجتمع في جوهور، في شبه جزيرة مالاكا (في جنوب ماليزيا)، في بداية جمعيته المنعقدة لغاية 15 يناير.
وفقاً للمعلومات التي تلقتها وكالة فيداس، فإن جمعية الأساقفة كانت محددة منذ بعض الوقت، وكانت ترد على جدول أعمالها مواضيع ذات طابع رعوي. لكن الأحداث الأخيرة التي حصلت في ماليزيا أجبرتها على تغيير جدول الأعمال، فطلب الأساقفة البحث في المسألة التي وصفت بـ "المقلقة والدقيقة".
وحسبما علمت وكالة فيداس، فإن الأساقفة شددوا خلال نقاش أول يوم عمل على "انعقاد لقاءات تستمر خلال الأيام المقبلة مع السلطات المدنية والزعماء المسلمين. فمن الضروري التحرك بتناغم والبحث عن التعاون اللازم مع الحكومة ومع السلطات الدينية العليا لإعادة الأجواء السلمية في المجتمع الماليزي"، ولأن هذه الفصول تشوه سمعة الإسلام الماليزي المعروف باعتداله وتعايشه السلمي مع الديانات الأخرى. فقد نظمت بعض الجماعات المسلمة المعتدلة جولات حراسة في الكنائس لتلافي تكرار فصول العنف.
كما شارك في اللقاء المونسنيور سالفاتوري بيناتشيو، المبعوث الرسولي في ماليزيا وسنغافورة وبروناي الذي عبر عن تضامن الكرسي الرسولي مع الكنيسة الماليزية وعن قربه منها، مؤكداً على ضرورة "التحرك من أجل الحوار والسلام في البلاد" بالتعاون مع السلطات المدنية.
وكان رئيس مجلس الأساقفة، المونسنيور مورفي باكيام، رئيس أساقفة كوالالمبور، قد عبر لوكالة فيداس عن خشيته من وقوع اعتداءات جديدة يوم الأحد 10 يناير، عندما ستعج الكنائس بالمؤمنين. وقد تحققت خشيته عند حصول أعمال عنف جديدة في مدن أخرى وفي ولايات أخرى ضمن الاتحاد الماليزي، ولايات بعيدة عن العاصمة كوالالمبور، وذلك بعد الاعتداءات الأربعة الأولى. نهار الأحد 10 يناير، شهدت منطقة تايبينغ في ولاية بيراك اعتداءات على كنيتسين إحداهما كاثوليكية والأخرى أنغليكانية. إضافة إلى ذلك، تعرضت كنيسة معمدانية في مالاكا ببورنيو الماليزية للتشويه بطلاء أسود، وتعرضت كنيسة كاثوليكية في ميري للرشق بالحجارة. وفي اليوم التالي، وقعت كنيسة إنجيلية في ولاية نيغيري سمبيلان (وسط ماليزيا) ضحية الاعتداء التاسع في السلسلة.
على الرغم من أن امتداد رقعة العنف ليس خطيراً ولم يسفر عن وقوع أي ضحايا، إلا أنه أثار قلق الأساقفة الذين قالوا أن المسيحيين "يلتزمون ببذل كل جهد ممكن من خلال الحفاظ على الهدوء، وعدم الرد على الاستفزازات، ويصلون من أجل تلافي انتشار أعمال العنف".(وكالة فيدس 12-1-2010)


مشاركة: