رؤساء الكنائس في القدس: "الله لا يمكنه أن يكون أبداً مصدر عنف ودمار"

الاثنين, 14 ديسمبر 2009

القدس (وكالة فيدس) - إنهاء احتلال الأراضي الفلسطينية، والمقاطعة التي تضيق على الاقتصاد الفلسطيني وتترك الشعب في عوز؛ وإزالة جدار الفصل الذي يشكل عائقاً بين الشعبين؛ وإعادة التفاوض بجدية ووضوح حول بناء السلام في المنطقة، هي النقاط الأساسية في الدعوة التي وقعتها ونشرتها مجموعة من القادة المسيحيين من مختلف الطوائف مع اقتراب ميلاد 2009 منهم بطريرك القدس المتقاعد المونسنيور ميشال صباح؛ الأسقف اللوثري في الأراضي المقدسة والأردن، المونسنيور منيب يومان؛ ورئيس أساقفة بطريركية القدس للروم الأرثوذكس، المونسنيور تيودوسيوس عطا الله حنا. عنونت الوثيقة "وثيقة فلسطين المناسبة" لأنها تشدد على "لحظة النعمة"، "الفرصة المناسبة" التي يمكن خلالها تناول مسألة الصراع الأبدي بين شعوب الأراضي المقدسة بطريقة واعية. بفضل جهد حسن نية الأسرة الدولية، والقادة السياسيين في المنطقة وكنائس العالم، يكون "السلام ممكناً" ويعتبر الرجاء الأوحد لمستقبل الأراضي المقدسة. لكن ذلك يستلزم جهوداً ملموسة من الجميع، وليس فقط "أقوالاً لا معنى لها" لطالما تردد صداها من دون أن تغير الوضع الفعلي. يشكو موقعو هذه الدعوة من أن "الاحتلال خطيئة بحق الله والبشرية"، ويذكرون من بين المشاكل الشائكة بـ "جدار الفصل الإسرائيلي القائم في الأراضي الفلسطينية، قطاع غزة، المستعمرات الإسرائيلية المتواجدة على الأراضي الفلسطينية، الإهانات المرتكبة عند مراكز الحصار العسكري، القيود الدينية المفروضة، الوصول المراقب إلى الأماكن المقدسة، جراح اللاجئين الذين ينتظرون حق العودة إلى ديارهم، السجناء المعتقلين في إسرائيل، وعجز الأسرة الدولية أمام هذه المأساة". لكن النص يذكر أن "الله خلقنا لنعيش في سلام. لأرضنا رسالة عالمية. ووعد الأرض لم يكن يوماً برنامجاً سياسياً وإنما بالأحرى تمهيداً للخلاص الشامل". مع اقتراب عيد الميلاد، تسعى الأسرة الكاثوليكية في الأراضي المقدسة إلى تحسين أجواء العلاقات بين الأديان، ومضاعفة فرص الحوار والمصالحة على الصعيدين الاجتماعي والديني. إن بعض الأحداث الأخيرة كالاعتداء الذي شنه طابور إسرائيلي على جامع في الضفة الغربية تبث الخوف من أن يتحول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على الصعيد السياسي إلى "حرب بين الأديان". لكن "الله لا يمكنه أن يكون أبداً مصدر عنف ودمار"، حسبما يكرر الزعماء في الوثيقة. (وكالة فيدس 14-12-2009)


مشاركة: