البابا في الجمهورية التشيكية (4) – صلاة الغروب: "فليجعلكم الرب الصالح تحبون الملح المذكور في الإنجيل، الملح الذي يعطي نكهة للحياة لتكونوا عمالاً مؤمنين في كرم الرب "

الاثنين, 28 سبتمبر 2009

براغ، (وكالة فيدس) – عند الساعة السادسة مساء من يوم السبت 29 سبتمبر احتفل البابا بندكتس السادس عشر بصلاة الغروب مع الكهنة والرهبان والإكليريكيين وأعضاء من الجمعيات العلمانية الذين اجتمعوا في كاتدرائية القديسين فيتوس، وينسيسلاوس وأدالبرت.
وألقى البابا كلمة تحدث فيها عن القديسين وينسيسلاوس وأدالبرتو وجون نيبوموك، "حجارة الأساس في تاريخ كنيستكم، الذين يضاف إليهم مثال القديس فيتوس الشاب الذي آثر الشهادة بدلاً من خيانة المسيح، ومثالا الراهب بروكوبيوس القديس والقديسة لودميلا. من القرن العشرين، أذكّر بتجارب رئيسي أساقفة من هذه الكنيسة المحلية هما جوزيف بيران وفرانتيساك توماسيك، وبتجارب العديد من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين الذين قاوموا الاضطهاد الشيوعي بثبات بطولي حتى بذل حياتهم...إن بطولة شهود الإيمان هؤلاء تذكرنا بأننا فقط من خلال الصداقة الشخصية الحميمة مع المسيح والعلاقة الوثيقة معه، نتمكن من غرف الحيوية الروحية اللازمة لعيش الدعوة المسيحية على أكمل وجه.
وقال البابا للحاضرين: "دعوا المحبة تسطع في كل رعاياكم وجماعاتكم، وفي مختلف جمعياتكم وحركاتكم. وفقاً للصورة التي استخدمها القديس بولس، اجعلوا من كنيستكم جسداً منظماً يرأسه المسيح الذي يعمل فيه كل عضو في وئام مع الكل. نموا محبتكم للمسيح بالصلاة والإصغاء لكلمته، تغذوا منه في سر الافخارستيا، وكونوا بنعمته بناة وحدة وسلام أينما تذهبون...أنتم تدركون أنه ليس من السهل عيش الإنجيل والشهادة له حتى في أيامنا الحالية. ما يزال المجتمع يعاني من الجراح التي سببتها الإيديولوجية الملحدة، وكثيراً ما تغويه ذهنية الفناء المتعي الحديثة وسط أزمة خطيرة تصيب القيم الإنسانية والدينية وانحراف متزايد نحو النسبوية الأخلاقية والثقافية".
وشدد البابا في كلمته على أهمية أن يكون هناك مجهود متجدد في الكنيسة "من أجل تعزيز القيم الروحية والأخلاقية في المجتمع الحالي. أعلم أن جماعاتكم ملتزمة بنشاط في عدة مجالات، وبخاصة في العمل الخيري الذي ينفّذ برعاية مؤسسة كاريتاس. لا بد من القيام بنشاطكم الرعوي في مجال تربية الأجيال الجديدة بحماسة خاصة. ولا بد للمدارس الكاثوليكية من تعزيز احترام الإنسان. كذلك يجب إيلاء اهتمام بالعناية الرعوية بالشبيبة خارج البيئة المدرسية من دون إهمال جماعات المؤمنين الأخرى. إن المسيح للجميع!"
"فليجعلكم الرب الصالح تحبون الملح المذكور في الإنجيل – قال البابا - الملح الذي يعطي نكهة للحياة لتكونوا عمالاً مؤمنين في كرم الرب. أيها الأساقفة والكهنة الأعزاء، تقوم مهمتكم على العمل بلا كلل من أجل خير الموكلين إلى رعايتكم. استقوا الإلهام دوماً من المثل الإنجيلي عن الراعي الصالح الذي يعرف خرافه ويدعو كل منها باسمه ويقودها إلى المراعي الخصيبة ويبذل نفسه من أجلهاز"
وقال البابا للمكرسين: "إنكم من خلال التبشير بالتوصيات الإنجيلية تذكرون بالأولوية التي يجب أن يعطيها كل منا لله في حياتنا. من خلال العيش في جماعة، تشهدون للثروة الناتجة عن ممارسة وصية المحبة (يو 13، 34). من خلال أمانتكم لهذه الدعوة، ستساعدون الرجال والنساء في هذا العصر على الافتتان بالله وبإنجيل ابنه (الحياة المكرسة، 104). وأنتم أيها الشباب الأعزاء في الإكليريكيات أو دور التنشئة، احرصوا على اكتساب تنشئة ثقافية وروحية ورعوية راسخة. في سنة الكهنة هذه التي اخترت من خلالها إحياء الذكرى المئة والخمسين لوفاة خوري آرس، أرجو أن تتعلموا من قدوة هذا الراعي الذي كرس ذاته بالكامل لله ولرعاية النفوس، وكان متأكداً أن خدمته التي تغذت بالصلاة هي التي شكلت دربه إلى القداسة".(وكالة فيدس 28-09-2009)


مشاركة: