آسيا/ سوريا – يُطلق بطريرك الملكيين الكاثوليك دعوةً لأنقاذ معلولا، البلدة ذات الرمزيّة المقدسة بالنسبة للسوريين.

السبت, 7 سبتمبر 2013

دمشق (وكالة فيدس) – إن الصليب الذّي كان يعلو قبة كنيسة القديسين سرجيوس وباخوس لم يعد موجودًا بعد ان أزاحته المجموعات الجهاديّة التّي هاجمت معلولا يوم الأربعاء واحتلّتها وهي بلدةٌ مسيحيّة صغيرة في شمال دمشق وذات رمزيّة كبيرة بالنسبة الى كلّ السوريين حيثُ لا تزال لغة يسوع الأراميّة محكيّة. وتجدر الإشارة الى ان كنيسة القديس اونديوس وكنيسة القدسَين قزمان ودميان قد تعرضتا للتدمير أيضًا.

وبحسب مصادر فيدس، هاجمت مجموعات مُسلحة كانت متمركزة طيلة الأشهر الثلاثة الماضيّة على تلةٍ تطلّ على البلدة الحاجز العسكري عند مدخل البلدة فقتلت الجنود المتواجدين عند هذه النقطة. ومن ثمّ دخلوا البلدة وأطلقوا النار على المنازل فأُصيب ثلاثة مواطنين. وردًا على سؤال لوكالة فيدس، أعرب بطريرك الملكيين غريغوريوس الثالث لحام عن مرارته من ما أسماه "مأساة هذه الحرب الكبرى " داعيًا بإلحاح "المجتمع الدولي وضمائر البشريّة الى انقاذ بلدة معلولا الصغيرة" الخاضعة لولاية بطريركيّة دمشق القضائيّة و"التي تُمثل رمزًا مسيحيًّا بارزًا في تاريخ سوريا."

وأشار البطريرك الى وكالة فيدس أن "80% من سكان هذه البلدة المذعورين قد هربوا الى دمشق فوصلوا والدموع تملأ عيونهم الى بطريركيّة الروم الكاثوليك ثمّ بطريركيّة الروم الأرثوذكس. حاولنا التخفيف عنهم بكلّ الوسائل الممكنة. فمعلولا أرضٌ مقدسة بالنسبة إلينا جميعًا ونعتبر ابناءها بادئ ذي بدء قديسين وهم الرجال في معبد اللّه المقدس. وتتحصن المجموعات المُسلحة في البلدة حاليًا في بيوتٍ بُنيت على الصخر وأي محاولةٍ لإخراجها قد تعني تدمير المكان بأسره." ويُضيف البطريرك قائلاً: "حملنا الصليب على مدى سنتَين ونصف السنة ونحن حجاجٌ على طريق الصليب إلا ان الهجوم على معلولا لجرحٌ عميق فهو قمة المعاناة خاصةً لما لمعلولا من قيمةٍ تاريخية وثقافيّة وروحيّة لجميع السوريين."

وقال البطريرك لفيدس: "سنحتفل غدًا في السابع من سبتمبر بيوم الصلاة والصوم من أجل السلام في سوريا الذّي أطلقه البابا في كاتدرائية انتقال العذراء في دمشق. وقد وجّه كل البطاركة دعوةً الى الأساقفة والمؤمنين للمشاركة كما سنتشارك مع المؤمنين الكاثوليك ومؤمنين من طوائف مسيحيّة أخرى في سهرة سجود أمام القربان المقدس كما وجهنا الدعوة الى المسلمين أيضًا. ونشكر البابا فرنسيس على هذه المبادرة التّي هزّت ضمائر العالم الغير مباليّة منذ فترةٍ طويلة." (وكالة فيدس 06/09/2013)


مشاركة: