آسيا/بنغلادش – نداء رئيس أساقفة دكا من أجل السلام بعد الأعمال التخريبية المرتكبة من قبل متطرفين إسلاميين

الاثنين, 6 مايو 2013

دكا (وكالة فيدس) – إزاء العنف، لا بد "أن يُبذل مجهود حسن نية وسلام من قبل كافة مكونات المجتمع". هذا ما طلبه رئيس أساقفة دكا، سيادة المونسنيور باتريك دروزاريو، في بيان نشر عقب الاضطرابات التي أضنت عاصمة بنغلادش الليلة الفائتة وفي هذا الصباح. ففي تظاهرة ضخمة للحركة الإسلامية المتطرفة "حفاظة الإسلام"، تظاهرة أُعلن عنها خلال الأسابيع الأخيرة، احتشد في العاصمة أكثر من 200000 متشدد دمروا المدينة واشتبكوا بعنف مع قوى النظام. بلغت محصلة المواجهات 29 قتيلاً منهم ثلاثة عناصر من الشرطة، و50 جريحاً، وتم توقيف كثيرين. كان قد تم الترخيص لإقامة تظاهرة نهار الأحد 5 مايو، لكنها امتدت لفترة أطول من المهلة المتوقعة وأصبحت عنيفة. فقد قام المتظاهرون بالاعتداء على مقر الحزب الحاكم، رابطة عوامي، وأضرموا النار في أكثر من 100 متجر و50 سيارة، ونفذوا أعمالاً تخريبية. وعمدت الشرطة إلى إرسال رئيس حركة "حفاظة الإسلام"، العلامة شاه أحمد شافي إلى شيتاغونغ.
ووفقاً لما علمت فيدس من الكنيسة المحلية، فقد وجه رئيس أساقفة دكا نداءً من أجل السلام سائلاً أن "يتم الاعتراف بحقوق كل مؤمن أياً يكن انتماؤه الديني"، ومجدداً دعوته إلى التعاون "في سبيل بناء التضامن والوئام والسلام في البلاد".
"لقد عشنا فترات من الخوف لكن الهدوء عاد الآن. سمحت الشرطة للمتظاهرين بمغادرة المدينة. كان كثيرون منهم قد أتوا من خارجها. يُمنع الآن تنظيم لقاءات وتظاهرات سياسية حتى منتصف ليل الاثنين"، على حد قول العلماني الكاثوليكي بندكت روزاريو، أمين سر كاريتاس بنغلادش التي يقع مقرها في دكا. قدم المتظاهرون "وثيقة من ثلاث عشرة نقطة تطالب بالقرآن والشريعة الإسلامية في الحياة المدنية، وتتجاهل العقائد الأخرى"، حسبما أضاف. تطالب الوثيقة بخاصة بقانون لمكافحة التجديف مع تنفيذ عقوبة الإعدام بحق الذين يسيئون إلى الإسلام. أردف العلماني قائلاً: "لقد عبرت الحكومة عن عدم موافقتها على بعض النقاط لافتة إلى أن القوانين القائمة كافية بالنسبة إلى آخرين. نحن، ككنيسة كاثوليكية، عبرنا عن قلقنا. وحالياً، تبذل الحكومة ما في وسعها لحماية الأقليات".
من جهتها، تعهدت رئيسة الحكومة شيخة حسينة التي ترأس حكومة علمانية منذ سنة 2009 بأن الحكومة "لن تسمح بأي فوضى باسم الإسلام، دين السلام". هذا وينتقد المتظاهرون الحكومة بسبب سياستها التي يصفونها بـ "المعادية للإسلام". وفي الشهر الفائت، كان المتشددون قد نظموا إضراباً عاماً وتجمعاً من حوالي 500 ألف ناشط شكل الحدث السياسي الأبرز في العقود الأخيرة. (وكالة فيدس 06/05/2013)


مشاركة: