"الأب بيورجل بسيط، من جذور متواضعة، "اختاره يسوع" – كما يقول الرسول بولس – ليجعل منه أداة قوة صليبه الأزلية: قوة محبة للنفوس، قوة غفران ومصالحة، وأبوة روحية، وتضامن مع المتألمين": البابا في عظته في سان جوفاني روتوندو

الأحد, 21 يونيو 2009

سان جوفاني روتوندو (وكالة فيدس) – احتفل البابا بندكتس السادس عشر بالذبيحة الإلهية يوم الأحد 21 يونيو في ساحة كنيسة القديس بيو في سان جوفاني روتوندو. وألقى البابا كلمة تحدث فيها عن الأب بيو وعن قوة محبة المسيح التي "تحرك العالم، وقادرة على تغيير وتجديد الخليقة، وهي ليست قوة كونية، بل قوة إلهية. محبة المسيح الفريدة، تعمل من خلال الكون وفيه". وانتقل البابا ليتحدث عن انجيل العاصفة مشيراُ الى أن "تسكين البحر الهائج هو علامة سيادة المسيح على القوة السلبية ويدعونا الى التفكير بألهوية المسيح: "من تراه هذا – يتساءل التلاميذ بدهشة وخوف – حتى يطيعه البحر والريح؟" إن إيمانهم – اضاف البابا - لم يكن إيماناً صلباً آنذاك، كان إيماناً طور النمو؛ إنه مزيج من الخوف والثقة؛ أما استسلام يسوع للآب فهو تام ونقي، ولذلك فقد كان نائماً خلال العاصفة، آمناً بين يدي الله. ".
"الأب بيو من بيتريلتشينا – قال البابا - هو من القديسين الذي عاشوا خبرة المسيح في حياتهم. "رجل بسيط، من جذور متواضعة، "اختاره يسوع" – كما يقول الرسول بولس – ليجعل منه أداة قوة صليبه الأزلية: قوة محبة للنفوس، قوة غفران ومصالحة، وأبوة روحية، وتضامن مع المتألمين. إن الجروحات التي ظهرت على جسده، وحدته بطريقة حميمية بالمصلوب-القائم".
وكتلميذ حقيقي للقديس فرنسيس الأسيزي، أخذ على عاتقه خبرة الرسول بولس الذي يكتب: "صلبت مع المسيح ولست أنا الذي أحيا، بل المسيح يحيا في" (غل 2: 20)؛ وهذا لا يعني فقدان شخصيتنا: الله لا يلغي أبداً ما هو بشري بل يحوله بقوة روحه ويوجهه نحو خدمة مخطط الخلاص. لقد حافظ الأب بيو على مواهبه الطبيعية، وعلى طبعه، ولكنه رفع كل شيء لله، ليخدم المسيح بحرية، معلناً الانجيل، غافراً الخطايا وشافياً مرضى الجسد والروح. كان الأب بيو يدعو ويجتذب الى القداسة من خلال شهادته الخاصة، مشيراً الى السبيل إليها: الصلاة والمحبة.
"قبل كل شيء الصلاة. ككل رجال الله الكبار، أضحى الأب بيو هو نفسه صلاة، نفساً وجسداً. كانت نهاراته مسبحة معيوشة، اي تأملاً مستمراً بأسرار المسيح في اتحاد روحي مع العذراء مريم. وهذا ما يوضح اختباره للمواهب فائقة الطبيعة. قمة كل شيء كانت الذبيحة الإلهية: فيها كان بيو يتحد بالملء بالرب المائت والقائم. من الصلاة، الينبوع الحي، تنبع المحبة. إن المحبة التي كان بيو يحملها في قلبه وكان بنقلها الى الآخرين، كانت ممتلئة من الرفق والانتباه الى أوضاع الأشخاص والعائلات، وبخاصة المرضى منهم والمتألمين، ولذلك فقد أطلق مشروعاً كبيراً مخصصاً لـ "تخفيف المعاناة". لا يمكن فهم هذا العمل ما لم نربطه بمصدره، الذي هو المحبة الانجيلية، التي تحركها الصلاة.
في الختام قال البابا للحاضرين: "ليستمر الأب بيو من السماء في ممارسة أبوته الروحية التي ميزته خلال حياته الأرضية؛ وليستمر في مرافقة إخوته، وأبنائه الروحيين وعمله الذي بدأه بنفسه. وبمعية القديس فرنسيس والعذراء التي أحبها حباً كبيراً، فليسهر عليكم ويحرسكم دائماً، لكيما حتى وسط العواصف، تستطيعون أن تختبروا نفحة الروح القدس التي هي أقوى من كل ريح معادية. لهذا علينا أن نعيش دائماً في الصفاء وأن ننمي في قلوبنا الفرح، شاكرين الرب." (وكالة فيدس 21-06- 2009)


مشاركة: