أفريقيا / نيجريا - رئيس أساقفة أبوجا: "الكردينال توران يشيد بالعلاقات الطيبة بين الكاثوليك والمسلمين"

السبت, 31 مارس 2012

أبوجا (وكالة فيدس) - "سيكون الكردينال توران سفيرًا في روما وفي كلّ مكان، ينقلُ حقيقة العلاقات بين الأديان في نيجريا. وهذا يشكّلُ مصدر فرحٍ كبير لي". هذا ما قاله لوكالة فيدس صاحبُ السيادة المونسيور جون أونياكين، رئيس أساقفة أبوجا العاصمة الفدرالية لنيجريا، في ختام زيارة الكردينال جان لويس توران، رئيس المجلس الحبري للحوار بين الأديان، إلى نيجريا.

وقال رئيس أساقفة نيجريا: "أكّد الكردينال توران إنّ زيارته إلى نيجريا كانت بالنسبة له مفاجأة جميلة، لأنّ الوضع في نيجريا أفضلُ مما تصفه وسائلُ الاعلام في أوروبا. وأقرّ، على الرغم من اعتداءات جماعة بوكو حرام، أنّ هناك علاقات صداقةٍ عميقة وقوية بين مختلف القادة الدينيين، الكاثوليك والمسلمين".

"لابدّ من القول إنّ الكردينال توران اختبرَ العلاقات الطيبة بيننا نحن الكاثوليك والقادة المسلمين"، يقول المونسنيور أونياكين. "أقول هذا لأنّ هناك مسيحيين في نيجريا لا يتقاسمون الأفكار ذاتها حول الحوار بين الأديان وحول احترام الدين الإسلامي. فبعضُ الطوائف المسيحية لا تضعُ نفسها أبدًا على هذا الخط. من جهةٍ أخرى، المجاميعُ المسلمة التي تربطنا بها علاقات هي تلك المستعدّة للعيش بسلامٍ معنا. ومع الأسف، هناك متعصبون، سواء من الجانب المسيحي أو الإسلامي. ولكن الأغلبية الساحقة من شعب نيجريا، من المسيحيين والمسلمين، يريدُ السلام".

وذكر رئيسُ الأساقفة لوكالة فيدس بعضَ المحطات المهمة في زيارة رئيس المجلس الحبري للحوار بين الأديان: "التقى الكردينال توران نائبَ الرئيس، نامادي سامبوش، وهو مسلم، لأنّ رئيس الدولة كان في كوريا الجنوبية من أجل حضور اجتماع القمة الدولية حول الطاقة النووية. ثمّ زار الكردينال زعيمَ المسلمين في نيجريا وسلطان سوكوتو، الحاج أبو بكر سعد الثالث، الذي استقبله بحفاوةٍ كبيرة. وأعدّ الزيارة كلٌ من السلطان وأسقف سوكوتو، المونسنيور ماثيو كوكاه".

وواصل رئيس الأساقفة: "وهنا في أبوجا رافقنا، أنا ومنتدى الحوار بين الأديان حول بناء السلام، الكردينالَ إلى المسجد الوطني، حيث استقبلته القيادة المسلمة". وكانت الزيارة إلى كنيسة القديسة تريزا في مدالا، التي هوجِمَت في عيد الميلاد الماضي، مؤثرةً كثيرًا. وقال رئيس الأساقفة: "التقى نيافته بامرأةٍ فقدت زوجها وأولادها الأربعة في الانفجار، وزار الجرحى الذين لا زالوا قيد العلاج. وصلّينا سويةً في المقبرة الصغيرة، بجانب الكنيسة، حيث تمّ دفن 17 من ضحايا الاعتداء".

وفي جوس، رافق رئيسُ أساقفة المدينة، المونسنيور اغناطيوس كايغاما، الكردينال في زيارته إلى المركز الذي أسسه بنفسه للتنشئة المتخصصة. هدفُ المركز، بالإضافة إلى التنشئة المتخصصة، توفيرُ فرص اللقاء بين الشباب المسيحيين والمسلمين. وفي الواقع، نصفُ طلابه مسيحييون ونصفه الآخر مسلمون.

وختم رئيس الأساقفة بالقول: "أسس المونسنيور كايغاما المركز منطلقًا من هذه القناعة: لا يكفي رفض العنف. بما أنّ الشباب هم الذين يرتكبوه، لابدّ من جهةٍ أخرى خلق مجالٍ للحوار بين الشباب من كِلا الديانتين حيث يمكنهم الالتقاء ببعضهم في جوٍ من السلام والحوار. أعتقدُ أنّ هذه الخبرة ستنتشر في كلّ البلاد". (L.M.) (وكالة فيدس 31-3-2012).


مشاركة: