آسيا / باكستان - المسيحيون يفتتحون مدارس جديدة لانتشال الاطفال من تأثير الإرهابيين

السبت, 10 سبتمبر 2011

اسلام اباد (وكالة فيدس) - تمّ افتتاحُ مدرسةٍ جديد في كويتا (في بلوشستان) حيث تتعاقب الهجومات الإرهابية، ومدرسة أخرى في "المستعمرة الفرنسية"، الحي المسيحي في اسلام اباد. مشروعان جديدان لـ"مؤسسة مسيحي" التي تهتمُ بالدفاع عن حقوق المسيحيين في باكستان وتعملُ على النمو الاجتماعي والحضاري في البلاد. وتنوي المؤسسة - المعروفة بسبب تقديمها الرعاية القانونية لآسيا بيبي، المرأة المسيحية المحكوم عليها بالموت بتهمة التجديف - تكثيف جهودها في مجال النظام التعليمي كونه أمرًا أساسيًا للتأثير في عقول الشباب وتغيير عقلية المجتمع. أمّا الهدفُ المُعلن فهو "سحبُ البساط من المجاميع الإسلامية والإرهابيين الذين غالبًا، من خلال رعاية اجتماعية ومبادرات تعليمية تخفي السوء وراءها، يحتكرون عقول الشباب ويوجّهونهم نحو التطرّف، إلى درجة تنشئة انتحاريين"، كما يشرح في حوارٍ مع وكالة فيدس هارون باركت مسيح، الذي يقود "مؤسسة مسيحي".

شعارُ المؤسسة للمباشرة ببناء المدارس "تبنَ مدرّس"، الذي شرحه المدير بالقول: "يساهمُ المتبرعون في دفع مصاريف المعلم، وبالتالي فهم يساهمون في تنشئة عشرات الشباب، وبعكسه سيُحكم عليهم بالفقر والجهل والتهميش والأمّية". يداومُ في مدرسة كويتا، التي أوكِلت إلى مدرسين مسيحيين، 450 شاب مسيحي ومسلم، وهي تمثّلُ بالتالي نقطة التقاء بين الثقافات والأديان، ومكانًا "يتعلّمون فيه القيم الإنسانية، احترام الآخر، كرامة وقدسية الشخص البشري، حبّ الحياة، التعايش والسلام". وأضاف هارون مسيح: "الطلاب يتعلمون الانكليزية وحضارة حقوق الإنسان، وقريبًا تكنولوجيا المعلومات لتعويدهم على استخدام الكومبيوتر". الدروس جميعها مجانية للطلاب الذين تضاعف عددهم في أيامٍ قليلة. وليس المشروعُ خاليًا من الأخطار، إذ هاجمت مجاميع طالبان عدّة مرات ودمّرت مدارس لمنظماتٍ غير حكومية أو لمؤسساتٍ مسيحية في بلوشستان. إلا أن مؤسسة مسيحي لا تنوي الاستسلام، "خاصّةً لأنّه بعكسه سيُترك المجال مفتوحًا للإرهابيين. إنّه واجبنا بأن نكون حاضرين لنعطي للشعب ما هو بديل"، يقولُ هارون مسيح.

وتقعُ المدرسة الأخرى في "المستعمرة الفرنسية" في العاصمة الباكستانية اسلام اباد. و"المستعمرة" نوع من حي مسيحي محاط بجدران، ويُدعى هكذا لأنّ السفارة الفرنسية نشأت إلى جانبه في الماضي. هناك تعيش 600 عائلة مسيحية في ظروفٍ من البؤس والتهميش، وهم مُعتبرون "منبوذين"، وهو اعتقادٌ موروث من النظام الطبقي. واشتكت لوكالة فيدس راشدة بيبي، مسيحية تسكنُ في الحي، قائلةً: "منذ سنين والحكومات المتعاقبة تعدُ بفعل شيءٍ لأجلنا، ولكننا لا زلنا نعيش في ظروفٍ صعبة".

حملت مدرسة "مؤسسة مسيحي" شعاعًا من الرجاء: إذ تستقبلُ وتقدّمُ دورات في اللغة الانكليزية لخمسين طفلاً (من رياض الأطفال وحتّى المدرسة الابتدائية)، وجميعهم مسيحيون من عوائل فقيرة جدًا لم يكن لهم الحقّ في الحصول على التعليم. "إنّها الخطوة الأولى في طريق النموّ الاجتماعي للجماعة. ننوي فتح مدارس أخرى من هذا النوع في البنجاب"، ختم هارون مسيح. (PA) (وكالة فيدس 10-9-2011).


مشاركة: