أفريقيا / مصر - طرد المتظاهرين من ساحة التحرير بالقوّة من قبل الجيش والشرطة

الثلاثاء, 2 أغسطس 2011

القاهرة (وكالة فيدس) - طردت قوّاتُ الجيش والشرطة المصرية بالقوّة الناسَ من ساحة التحرير، المكان الرمزي للثورة المصرية، وألقوا القبض على مئات الأشخاص. وكان المتظاهرون مخيّمين في الساحة للمطالبة بالعدالة للذين قُتلوا خلال احتجاجات يناير وفبراير والتي أدّت إلى سقوط نظام حسني مبارك الذي ستبدأ محاكمته يوم غدٍ.

وأُقيمَت في ساحة التحرير يوم الجمعة الماضية، 19 لوليو، مظاهرة حاشدة نظمّها الإخوان المسلمون والسلفيون.

"كان في الساحة التياران السياسيان السائدان في مصر"، هذا ما قاله لوكالة فيدس الأب لوتشانو فيردوشا، مبشّر كومبوني كان حاضرًا في الساحة. وأضاف: "من جانبٍ هناك من يريدُ دولةً علمانية تضمنُ حقوق الجميع دون أي تمييز، ومن جانبٍ آخر هناك من يفضّل إقامة دولة إسلامية". وبالنسبة لهؤلاء الأخيرين أكّد الأب لوتشانو أنّهم "عاشوا دومًا في نوعٍ من أحادية الثقافة، ولم يفعل النظام السابق شيئًا لتغيير عقلية الجزء الأكبر من الشعب الذي يحتفظ بالإسلام فقط كمصدر ثقافة له. ولكن هناك أناس مثقفون، مهندسون ومحامون، استوعبوا هذه الهويّة القوية التي تتميّز بالدين".

إلا أن هذا لا يعني عدم وجود مواقف أخرى، إذ يلاحظُ الأب لوتشانو: "هيمنَ الإخوان المسلمون والسلفيون على الساحة يوم الجمعة الماضية. ولكن كان هناك أيضًا مسيحيون من الأسكندرية يطالبون بالعدالة على خلفية الاعتداء على كنيسة القديسين يوم 31 ديسمبر 2010 والذي أدّى إلى وقوع عشرات الموتى. كان في الساحة إذًا مختلف شرائح المجتمع المصري، ولم تكن هناك اصطدامات بل كان نهارًا سلميًا. وهتفَ السلفيون شعاراتهم ليطالبوا بحكومةٍ طائفية، مثل "إسلامية ضدّ وطنية" أي الحكومة الإسلامية ضدّ الحكومة العلمانية".

سألنا الأب لوتشانو ما هي نوعية العلاقات بين الإخوان المسلمين والسلفيين، فأجاب: "من ضمن الإخوان المسلمين هناك مواقف عديدة. فبعضُ المجاميع قريبة من السلفيين بينما تبتعدُ أخرى عن طريقة تفكيرهم. إلا أنّ الجميع يريدون حكومة إسلامية ولكنّهم مختلفون في طريقة تحقيقها. فالسلفيون يدعون إلى تفسيرٍ صارم للتقليد الإسلامي مبني على أساس التأريخ الإسلامي وأحاديث النبي. ويُلاحظ في مواقفهم رفضًا للحداثة خلافًا لذلك الجزء الأكثر انفتاحًا من الإخوان المسلمين والذي يحاول التوفيق بين التقليد والثقافة المعاصرة". (L.M.) (وكالة فيدس 2-8-2011).


مشاركة: