البابا : " من الضروري القيام بعمل تبشيري جديد ومكثف، ليس فقط بين الشعوب التي لم تعرف الإنجيل أبدًا، بل أيضًا بين تلك الشعوب التي انتشر لديها الإنجيل والتي يشكل جزءًا من تاريخها"

الثلاثاء, 26 يناير 2010

الفاتيكان (وكالة فيدس) – "في عالم يتسم باللامبالاة تجاه الدين، وحتى بنقمة متزايدة نحو الإيمان المسيحي، من الضروري القيام بعمل تبشيري جديد ومكثف، ليس فقط بين الشعوب التي لم تعرف الإنجيل أبدًا، بل أيضًا بين تلك الشعوب التي انتشر لديها الإنجيل والتي يشكل جزءًا من تاريخها". هذا ما قاله البابا بندكتس السادس عشر خلال الاحتفال بصلاة الغروب في بازيليك القديس بولس خارج الأسوار، في ختام أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين في 25 يناير 2010.
وذكر البابا بموضوع أسبوع الوحدة "انتم شهود على ذلك" مشيراً الى أن خيار موضوع أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين لهذا العام، أي الدعوة إلى شهادة مشتركة للمسيح القائم بحسب المهمة التي أوكلها إلى التلاميذ، ترتبط بالذكرى المئوية للمؤتمر الإرسالي الذي عقد في أديمبورغ في اسكوتلندا، والذي يعتبره الكثيرون كحدث مصيري في ولادة الحركة المسكونية الحديثة. في صيف 1910، في العاصمة الاسكوتلندية التقى أكثر من ألف مرسل من مختلف التوجهات البروتستانتية والأنغليكانية، وانضم إليهم ضيف أرثوذكسي للتفكير سوية حول ضرورة التوصل إلى الوحدة لإعلان إنجيل المسيح بمصداقية. بالواقع، إنها رغبة إعلان المسيح للآخرين وحمل رسالة المصالحة إلى العالم تجعلنا نختبر تناقض انقسام المسيحيين. فكيف يستطيع غير المؤمنين أن يقبلوا بشرى الإنجيل إذا كان المسيحيون، الذي يزعمون الانتماء للمسيح الواحد، مختلفين في ما بينهم؟ إضافة إلى ذلك، كما نعرف، إن المعلم، في ختام العشاء السري، صلى الآب لأجل تلاميذه: "ليكونوا واحدًا... حتى يؤمن العالم". إن شركة ووحدة تلاميذ المسيح هي إذًا شرط خاص وهام لمصداقية وفعالية أكبر للشهادة.
وقال البابا: " لا تنقص، للأسف، المسائل التي تفصلنا بعضنا عن بعض والتي نرجو أن يتم تجاوزها من خلال الصلاة والحوار، ولكن هناك مكنون محوري في رسالة المسيح نستطيع أن نعلنه سوية: أبوة الله، انتصار المسيح على الخطيئة والموت بصليبه وقيامته، الثقة بعمل الروح المحوّل". وقال أننا "مدعوون لتقديم شهادة مشتركة أمام التحديات المتزايدة في زمننا، مثل العلمنة واللامبالاة، النسبية والبحث المفرط عن اللذة، المواضيع الأخلاقية الدقيقة المتعلقة ببدء ونهاية الحياة، حدود العلم والتكنولوجيا، الحوار مع التقاليد الدينية الأخرى".
وذكر بندكتس السادس عشر بالحقول المشتركة التي ينبغي فيها تقديم شهادة مشتركة: الحفاظ على الخليقة، تعزيز الخير المشترك والسلام، حماية محورية الشخص البشري، الالتزام في التغلب على بؤس زماننا، مثل المجاعة، الفاقة، الأمّية، والتوزيع غير العادل للخيرات".
إن الالتزام بالعمل لأجل وحدة المسيحيين – قال البابا - ليس واجبًا يترتب على البعض وحسب، ولا عمل ثانوي في حياة الكنيسة. كل منا مدعو لكي يقدم إسهامه للقيام بتلك الخطوات التي تحمل نحو الوحدة الكاملة بين جميع تلاميذ المسيح، دون أن ننسى أبدًا أنها قبل كل شيء هبة من الله يجب أن نطلبها دومًا. بالواقع، إن القوة التي تعزز الوحدة والشركة تنبع من اللقاء الخصب والمتقد بالقائم من الموت، كما حدث مع القديس بولس على طريق دمشق وللأحد عشر والتلاميذ الآخرين المجتمعين في أورشليم. (26-01-2010)


مشاركة: