رسالة البابا ليوم المرض العالمي: يتركز اهتمامنا بخاصة على الأطفال، المخلوقات الأكثر ضعفاً العاجزة على الدفاع عن نفسها، ومن بينهم الأطفال المرضى والمتألمين

الثلاثاء, 10 فبراير 2009

حاضرة الفاتيكان (وكالة فيدس) – "هذه السنة يتركز اهتمامنا بخاصة على الأطفال، المخلوقات الأكثر ضعفاً العاجزة على الدفاع عن نفسها، ومن بينهم الأطفال المرضى والمتألمين". هكذا استهل البابا بندكتس السادس عشر رسالته لليوم العالمي للمريض، مذكراً انه من بين هؤلاء الصغار من يحملون في أجسادهم تبعات أمراض وعاهات، وآخرون يكافحون ضد أمراض ما تزال مستعصية على الرغم من التقدم الطبي ومساعدة باحثين ماهرين وأخصائيين في الصحة."

وتابع قداسه بان من بين هؤلاء الصغار ايضاً من هم أطفال مجروحون جسدياً ونفسياً جراء النزاعات والحروب، وآخرون ضحايا أبرياء لبغض الكبار الجنوني. ومنهم أطفال "الشوارع" المحرومون من المحبة العائلية والمهملون، والقاصرون الذين يدنسهم أشخاص حقيرون وينتهكون براءتهم مسببين لهم جروحاً نفسية تلازمهم مدى الحياة. ولا بد من ذكر الأعداد التي لا تحصى من القاصرين الذين يموتون من العطش والجوع وانعدام المساعدة الصحية، وذكر الصغار المنفيين من بلادهم واللاجئين مع أهاليهم سعياً وراء ظروف عيش أفضل. من بين جميع هؤلاء الأطفال، تعلو صرخة ألم صامتة تنادي ضميرنا كبشر ومؤمنين".

وقال البابا بانه لا يمكن للجماعة المسيحية أن تقف مكتوفة اليدين أمام هذه الأوضاع المأساوية، فهي تشعر بواجب التدخل الحتمي، لان الكنيسة – قال البابا – "هي عائلة الله في العالم"، وفي هذه العائلة، يجب ألا يفتقد أحد من الحاجات الضرورية"، داعياً أن يقدم اليوم العالمي للمريض للجماعات الرعوية والأبرشية الفرصة من أجل أن تعي دوماً الضرورة لأن تكون "عائلة الله"، كما أشجعها على جعل محبة الرب مسموعة في القرى والأحياء والمدن، هذه المحبة التي تقول بأنه "يجب ألا يعاني أي عضو من الحاجة ضمن الكنيسة نفسها التي تعتبر عائلة بنفسها".

وبما أن الطفل المريض ينتمي إلى عائلة تشارك معاناتها التي تتسبب أحياناً بنتائج ومشاكل خطيرة – قال الاب الاقدس – "لا تستطيع الجماعات المسيحية سوى أن تأخذ على عاتقها أيضاً مساعدة النواة العائلية التي يعاني أحد بنيها وبناتها من سقم ما...وهذا ما يفترض محبة مجانية وسخية تعكس وترمز إلى محبة الله الرؤوفة التي من خلالها لا يتخلى عن أبنائه في المحن، بل يمدهم دوماً بموارد القلب والعقل الرائعة في سبيل القدرة على مواجهة مصاعب الحياة على نحو ملائم"
وشدد بندكتس السادس عشر على اهمية الكرامة المطلقة لكل كائن بشري، فالحياة - تابع يقول – "جميلة ويجب أن تعاش بالملء حتى في أوقات ضعفها ومعاناتها."

واعرب البابا عن تقديره "للمنظمات العالمية والوطنية التي تعتني بالأطفال المرضى بخاصة في البلدان الفقيرة، وتساهم بسخاء وتفان في تأمين الرعاية الصحية المناسبة لهم والمفعمة بالمحبة"، وناشد في الوقت عينه المسؤولين بسن قوانين وتدابير تراعي الأطفال المرضى وعائلاتهم".
في الختام وجه البابا تحية لمن يساعد المرضى من أساقفة وكهنة ومكرسين وعاملين في مجال الصحة ومتطوعين وجميع المتفانين بمحبة لرعاية المرضى.
(وكالة فيدس 10-2-2009)


مشاركة: