مقابلة مع الأسقف يوهانس زكريا أسقف الأقباط الكاثوليك في أبرشية الأقصر التي تضم مدينة نجع حمادي التي شهدت في السابع من يناير الجاري مقتل ستة مسيحيين وشرطي مسلم

الخميس, 14 يناير 2010

القاهرة (وكالة فيدس). – "عادت أجواء الهدوء بفضل السلطات التي تبذل جهوداً كبيرة لضمان الأمن للجميع". هذا ما علمته وكالة فيداس عن سيادة الأسقف يوهانس زكريا، أسقف الأقباط الكاثوليك في أبرشية الأقصر التي تضم مدينة نجع حمادي التي شهدت في السابع من يناير الجاري مقتل ستة مسيحيين وشرطي مسلم خلال مغادرة كنيسة مريم العذراء، في ختام القداس المسائي الذي أقيم احتفالاً بعيد الميلاد الأرثوذكسي.
قال الأسقف زكريا: "ذهبت في 11 يناير إلى نجع حمادي، وزرت الرعيتين الكاثوليكيتين في نجع حمادي وفرشوت لتعزية الكهنة والراهبات والمؤمنين المنتمين للجماعة القبطية الكاثوليكية. احتفلنا بقداس من أجل راحة أنفس ضحايانا ومن أجل السلام في بلادنا وفي العالم. بعدها، التقيت بسيادة الأسقف كيرلس، أسقف نجع حمادي للجماعة الأرثوذكسية القبطية، وزرت معه بعض عائلات الضحايا لتقديم التعازي لها بالنيابة عن قداسة البابا بندكتس السادس عشر. صلينا معاً في المنزلين اللذين زرناهما وسألنا ربنا أن يمنحنا هبة السلام والمحبة. كما جددت عائلات الضحايا تعبيرها عن صفحها الكامل عن قاتلي أبنائها. أردت الذهاب إلى المستشفى لزيارة الجرحى السبعة الذين بقوا في نجع حمادي على عكس الاثنين اللذين نقلا إلى القاهرة لتلقي رعاية أفضل بعد إصابتهما بجروح خطيرة. مع الأسف أنني لم أتمكن من ذلك لأسباب أمنية، ونصحتني الشرطة بتأجيل الزيارة ليوم آخر".
ووفقاً للأسقف زكريا، فإن المسيحيين الذين قتلوا في نجع حمادي هم طفلان، وشاب وشابة وامرأة وشخص مسن. "الضحايا هم أقباط أرثوذكس لكن لاثنين منهم أنسباء بين الأقباط الكاثوليك. ففي الواقع أن الأقباط الأرثوذكس والكاثوليك غالباً ما يتزاوجون. ومن الطبيعي وجود كاثوليك في العائلات الأرثوذكسية وأرثوذكس في العائلات الكاثوليكية".
يرغب الأسقف زكريا في تقديم الشكر بخاصة "لجميع الذين اتصلوا وقدموا لنا القوة والدعم لمواصلة الشهادة لإنجيل المحبة والمسامحة في بلادنا التي تباركت بحضور البطاركة والأنبياء فيها، وبهرب العائلة المقدسة إليها".
قال أسقف الأقصر: "في الثامن من يناير، اليوم الذي تتذكر فيه الكنيسة القبطية أطفال بيت لحم الشهداء، وتحيي ذكرى استشهاد القديس إسطفانوس، أتى جميع مسيحيي الأقصر – الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت – إلى الكاتدرائية الأرثوذكسية للصلاة من أجل الراحة الأبدية لشهدائنا، ولتعزية عائلاتهم. شاركت مع لفيف من الكهنة والراهبات والمؤمنين، وتأملت في مقتل أطفال بيت لحم الأبرياء (الأبرياء القديسين). بعد ولادة يسوع، وجد يسوع مع مريم ويوسف الأمان والسلام في مصر، فيما كانت تشهد بيت لحم بكاءً ونحيباً شديدين. اليوم، جاء دورنا للتضحية بحياتنا من أجل يسوع، ومشاطرة ألم أمهات بيت لحم. لقد قدم أجدادنا دماءهم وحياتهم للمسيح خلال الاضطهادات في القرون المسيحية الأولى. وتقول المصادر التاريخية أن أعدادهم كثيرة لدرجة أن الأقباط يدعون "أبناء الشهداء"، وأن الكنيسة القبطية تسمي روزنامتها الليتورجية "تاريخ الشهداء" الذي يبدأ مع أولى سنوات امبراطورية ديوقليتيانوس المسؤول عن موت العديد من المسيحيين في مصر".
وأضاف في الختام: "يجب علينا الآن أن نظهر إيماننا بمحبة الإنجيل بمغفرة، ونرفع صلواتنا من أجلهم لنتمكن من إعادة اكتشاف درب السلام الفعلية".(وكالة فيدس 14-1-2010)


مشاركة: