البابا في المقابلة العامة يدعو الى دعم الكنيسة في افريقيا ، ويدعو في أكتوبر الى التعاون في سبيل رسالة الكنيسة"

الخميس, 22 أكتوبر 2009

حاضرة الفاتيكان (وكالة فيدس) "شارف سينودس الأساقفة على الانتهاء. كما تعلمون فإن الكنيسة في تلك القارة وعلى الرغم من اصعولات، تنمو باستمرار. فلينتشر الايمان بالمسيح وينمو ويساعد الذين يعانون بسبب الفقر والصراعات"! هذه هي كلمات البابا بندكتس السادس عشر للناطقين باللغة البولندية خلال المقابلة العامة، مذكراً بضرورة دعم الكنيسة في افريقيا.
وتحدث البابا خلال المقابة العامة عن القديس برنار من كليرفو، المدعو "آخر أباء" الكنيسة، لأنه جدد وقدم من جديد لاهوت الآباء في القرن الثاني عشر. حارب بدعة الكتر التي كانت تحتقر المادة والجسد البشري، وتحتقر بالتالي الخالق. أما هو فقد شعر بضرورة الدفاع عن اليهود، مدينًا النزعات المتفشية المعادية للسامية. ولأجل هذا البعد من عمله الرسولي، كرس له إفراييم، حاخام بون، بعد عشرات السنوات تكريمًا متقدًا.
وتوقف البابا عند بعدين محوريين في تعليم برنار الغني: يسوع المسيح، ومريم الكلية القداسة أمه. إن اهتمامه بالاشتراك الحميم والحيوي للمسيح في حب الله في يسوع المسيح لا يقدم توجهات جديدة في البعد العلمي للاهوت. ولكن يسهم أباتي كليرفو بشكل حاسم على تشكيل اللاهوتي على صورة المتأمل والمتصوف. يشدد برنار، في وجه المحاججات العقلية الجدلية المعقدة السائدة في زمانه، على أن يسوع وحده هو "عسل للفهم، ونغم للأذن، وحبور للقلب. وفي الصراعات المضنية بين التيارين الإسمي والواقعي – وهما تياران فلسفيين من زمانه – لا يتعب أباتي كليرفو من التكرار أن هناك اسم واحد له تأثيره ووقعه، وهو اسم يسوع الناصري. يعترف برنار: "كل غذاء للنفس هو جاف، ما لم يتم ترطيبه بهذا الزيت؛ ودون نكهة، إذا لم يتم تطعيمه بهذا الملح. ما تكتبه لا طعم له بالنسبة لي، ما لم أقرأ فيه يسوع". ويختم: "عندما تناقش وتتحدث، ما من شيء يروق لي، ما لم أسمع صدى اسم يسوع . بالنسبة لبرنار، معرفة الله الحقة تتألف من معرفة شخصية وعميقة ليسوع المسيح ولحبه. وهذا الأمر، أيها الإخوة والأخوات الأحباء، ينطبق على كل مسيحي: الإيمان هو فوق كل شيء لقاء شخصي وحميم مع يسوع، هو خبرة قربه وصداقته وبهذا الشكل فقط نتعلم أن نتعرف عليه بشكل أفضل، وأن نحبه ونتبعه أكثر. أرجو أن يحدث هذا الأمر في حياة كل منكم.
في عظة مشهورة أخرى بمناسبة الأحد الذي يتلو عيد انتقال العذراء، يصف الأباتي القديس بعبارات متقدة الاشتراك الحميم لمريم العذراء في ذبيحة الابن الخلاصية: "أيتها الأم القديسة، بحق اجتاز سيف نفسك!... إن الألم اجتاز نفسك لدرجة أننا نستطيع أن نسميك أكثر من شهيدة، لأن اشتراكك في آلام ابنك فاق بكثير آلام الاستشهاد الجسدي" (14: PL 183,437-438). لا يعتري برنار طيف الشك: فبواسطة مريم نصل إلى يسوع " per Mariam ad Iesum ". يشهد بوضوح لخضوع مريم ليسوع، بحسب ركائز اللاهوت المريمي التقليدي، ولكن قلب العظة يشهد لدور العذراء الفريد في تاريخ الخلاص بفضل اشتراك الأم الفريد في آلام ذبيحة الابن. ليس من باب الصدفة أن يضع دانتي أليغييري، في النشيد الأخير من الكوميديا الإلهية، على لسان "الملفان العسلي"، الصلاة المريمية السامية: "أيتها الأم العذراء، ابنة ابنك، أيتها الخليقة السامية، والمقصد الثابت للمشورة الأبدية...وجهنا اللاهوت إلى "علم القديسين"، وإلى فهمهم لأسرار الله الحي، لحكمتهم ولهبة الروح القدس التي تضحي مرجعية للفكر اللاهوتي. مع برنار من كليرفو، يجب علينا نحن أيضًا أن نعترف بأن الإنسان يبحث بشكل أفضل ويجد بشكل أسهل الله "من خلال الصلاة أكثر منه من خلال النقاش". (وكالة فيدس 22-10-09)


مشاركة: