البابا خلال المقابلة العامة يتحدث عن بطرس المكرم: " الأباتي القديس هو مثال لجميع رهبان ومسيحيي عصرنا، الغارق في الحياة التي لا تخلو من أخبار العنف وعدم التواصل، والانقسامات والصراعات"

الأربعاء, 14 أكتوبر 2009

حاضرة الفاتيكان (وكالة فيدس) – تحدث البابا بندكتس السادس عشر خلال تعليمه خلال المقابلة العامة يوم الاربعاء عن بطرس المكرم "مثال المتصوف القاسي على ذاته والمتفهم للآخرين. ولد حوالي عام 1094 في منطقة ألفيرني الفرنسية، ودخل منذ حداثته الى دير سوكيلانج، حيث أصبح راهباً ناذراً ومن ثم رئيساً على الدير"
وقال البابا بأن هذا الأباتي القديس هو مثال لجميع رهبان ومسيحيي عصرنا، الغارق في الحياة التي لا تخلو من أخبار العنف وعدم التواصل، والانقسامات والصراعات. إن شهادته تدعونا الى معرفة التوحيد بين المحبة لله والمحبة للقريب، والى عدم الملل من توطيد أواصر الأخوة والمصالحة. هكذا كان بطرس المكرم يتصرف في دير كلوني الذي كان يعاني من بعض الأزمات لأسباب خارجية وداخلية، واستطاع في الوقت عينه أن يكون صارماً ومتميزاً بإنسانية عميقة. كان يقول: "تحصل على المزيد من خلال المسامحة أكثر منه من خلال الشكاوى والازعاج. بحكم مركزه وعمله، كان عليه أن يقوم برحلات عديدة الى إيطاليا وانكلترا والمانيا واسبانيا. كان يعاني من عبء السفر والتخلي عن الحياة الهادئة. كان يقول: "اذهب من مكان الى آخر، أتعب، أقلق، اهتم تارة بأمور الآخرين وطوراً بأموري، وهذا يعكر صفوة نفسي". على الرغم من كل ما كان يحيط بكلوني، استطاع، بفضل شهامته وواقعيته، أن يحافظ على هدوئه الطبيعي. من بين الأشخاص الذين كان معهم في علاقة، برنارد دو كلارفو، الذي أنمى معه علاقة صداقة قوية، على الرغم من الاختلاف في الطباع والآراء. كان برنارد يقول عنه: "رجل مهم يهتم بأمور مهمة"، وكان يكن له بالتقدير الكبير"، بينما كان بطرس يقول عن برنارد: "مصباح الكنيسة" ، عاموداً مشعاً في الحياة الرهبانية في الكنيسة". بحس كنسي كبير، كان بطرس المكرم يقول بأنه لا بد لاتباع المسيح أن يشعروا في صميم قلبهم بأمور الشعب المسيحي، من لا يشعر بجراح جسد المسيح، فهو خال من روح المسيح". وكان بطرس يهتم ويعتني أيضاً بمن هم خارج الكنيسة، وبنوع خاص بالمسلمين واليهود: ولكي يعمق معرفته بهذه الأديان، انصرف الى ترجمة القرآن. أحد المؤرخين المعاصرين قال عنه: " من بين رجل القرون الوسطى – من بين كبارهم – نقف هنا أمام مثال أعلى يقود الى المحبة المسيحية"
"إن هذا الراهب القديس هو بالتأكيد مثال قداسة رهبانية تتغذى من ينبوع التقاليد البندكتية. بالنسبة إليه، إن غاية الراهب هي في الاتحاد في المسيح، في حياة تتميز باتواضع الرهباني، والعمل الدؤوب، وبجو من التأمل الصامت والتسبيح الدائم لله. إن أول عمل يقوم به الراهب – حسب بطرس المكرم – هو الاحتفال بالصلاة المرفقة بالقراءة والتأمل والتوبة . هذا تبدو الحياة بكاملها مبنية على المحبة العميقة لله والمحبة للآخرين؛ محبة تتجسد في الانفتاح الصريح على القريب، في المغفرة وفي البحث عن السلام. يمكننا القول – في الختام – إنه إذا اتحد هذا النمط من الحياة بالعمل اليومي، يصبح كما يقول القديس بندكتس، نمط حياة الراهب المثالي، وهو مثال حياة يدعى الجميع اليه، لإنه مثال حياة لكل مسيحي يريد أن يصبح تلميذاً حقيقياً للمسيح، يتميز بالتواضع والمثابرة في العمل والقدرة على المغفرة والسلام. (وكالة فيدس 14-10-09)


مشاركة: