البابا في الجمهورية التشيكية (5) – القداس في مطار برنو: "المسيح هو الرجاء الأكيد، هذه هي الرسالة التي علينا نحن المسيحيين أن ننشرها"

الاثنين, 28 سبتمبر 2009

براغ، (وكالة فيدس) - صباح الأحد 27 سبتمبر، احتفل البابا بندكتس السادس عشر بالقداس الإلهي في مطار توراني في برنو، وألقى عظة تحدث فيها عن الرجاء. "لقد أشارت رسالتي العامة الثانية – مخلصون بالرجاء – إلى أن الرجاء "الثابت" و "الموثوق" (راجع عدد 1) هو رجاء مبني على الله. تُعلمنا خبرة التاريخ كيف أن الإنسان يغرق في بحر من السخافة إذا ما نفى الله من أفق خياراته وأعماله، وكيف أنه من الصعب بناء مجتمع يستوحي قيم الخير والعدالة والأخوة، لأن الكائن البشري حر، وحريته تبقى حرية ضعيفة. في الرسالة الأولى (أش 61، 1 – 3أ)، يقدم لنا النبي نفسه موشحًا برسالة إعلان التحرير، والتعزية والفرح لجميع البائسين والفقراء. لقد أخذ يسوع هذا النص وجعله خاصته في تبشيره. لا بل قال علنًا أن وعد النبي قد تحقق فيه (راجع لو 4، 16 – 21). لقد تحقق بالكامل عندما حررنا، بموته على الصليب وبقيامته من الموت، من عبودية الأنانية والشر، والخطيئة والموت. وهذا هو إعلان بشارة الخلاص، القديم المتجدد دومًا، والذي تعلنه الكنيسة من جيل إلى جيل: المسيح المصلوب والقائم، رجاء البشرية! يتردد صدى كلمة الخلاص هذه بقوة اليوم أيضًا في جمعنا الليتورجي. يتوجه يسوع بمحبة إلى كل منكم أيها الإخوة والأخوات في هذه الأرض المباركة، التي نُثر فيها بذر الإنجيل منذ أكثر من ألف سنة. إن وطنكم، أسوة بأوطان أخرى، يعيش حالة ثقافية تمثل عادة تحديًا جذريًا للإيمان، وبالتالي للرجاء. بالواقع، لقد تعرض الإيمان والرجاء على حد سواء في العصر الحديث لنوع من "النقل" لأنهما رُبطا بالإطار الفرداني وما بعد الأرضي، بينما تم وضع الثقة في الحياة العملية والعامة بالتقدم العلمي والاقتصادي (راجع مخلصون بالرجاء، 17).
"تعالوا إلي يا جميع المتعبين والمثقلين وأنا أريحكم". كلمات يسوع هذه المكتوبة بأحرف كبيرة فوق عتبه كاتدرائيتكم في برنو – قال البابا - تتوجه إلى كل منا الآن ويضيف: "تعلموا مني فأنا وديع ومتواضع القلب، تجدوا راحة لنفوسكم" (مت 11، 29 – 30). كيف لنا أن نبقى غير مبالين أمام حبه؟ هنا، كما في أمكنة أخرى في العصور السالفة، تألم الكثيرون لكي يحافظوا على أمانتهم للإنجيل ولم يفقدوا الرجاء؛ لقد ضحى الكثيرون بذواتهم لكي يعيدوا الكرامة للإنسان والحرية للشعوب، ووجدوا في أمانتهم السخية للمسيح القوة لبناء بشرية جديدة. وفي المجتمع الحالي أيضًا، حيث تتولد أشكال عدة من الفقر من الوحشة، ومن عدم اختبار الحب، من رفض الله ومن انغلاق مأساوي أصلي في الإنسان الذي يتوهم أنه يستطيع أن يكفي ذاته، أو يظن أنه مجرد واقع هامشي وعابر؛ في عالمنا الذي يضحي متغربًا عندما "يتوكل على مشاريع بشرية محض" (راجع المحبة في الحقيقة، 53)، وحده المسيح يستطيع أن يكون رجاءنا الأكيد. هذه هي البشرى التي دعينا نحن المسيحيين إلى نشرها كل يوم بشهادتنا.
ووجه البابا نداء للكهنة قال لهم فيه: أعلنوا هذه البشارة من خلال بقائكم متحدين بيسوع ومن خلال عيش خدمتكم بحماسة، أكيدين أن من يثق به لا يعوزه شيء. اشهدوا للمسيح، أيها الرهبان والراهبات، بعيشكم للمشورات الإنجيلية بفرح وممارسة متماسكة، مشيرين بهذا الشكل إلى الوطن الحق: السماوات".
اما للعلمانيين فقال: " وأنتم أيها العلمانيون الأعزاء، شبابًا وراشدين، والعائلات الحبيبة، ابنوا على الإيمان بالمسيح مشاريعكم العائلية، والمهنية، والدراسية ومختلف النشاطات على كل الأصعدة الاجتماعية. يسوع لا يتخلى أبدًا عن أصدقائه. وهو يضمن عونه، لأننا لا نستطيع شيئًا من دونه، ولكن، في الوقت عينه، هو يطلب إلى كل منا أن يلتزم شخصيًا في نشر رسالة حبه وسلامه الجامعة."(وكالة فيدس 28-09-2009)


مشاركة: