البابا قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي: إذا قام كل منا في محيطه برفض الرياء والعنف في النوايا، في الكلمات وفي الأعمال، وإذا زرع بعناية مشاعر الاحترام والتفاهم وتقدير الآخرين، ربما لن يتوصل إلى حل كل مشاكل الحياة اليومية، ولكنه يستطيع أن يواجهها بهدوء وبفعالية أكبر

الاثنين, 21 سبتمبر 2009

كاستيل غاندولفو (وكالة فيدس) – تأمل الباا بندكتس اسلادس عشر في كلمته قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي يوم الأحد بمقطع من رسالة القديس يعقوب عن الحكمة. "نحن بصدد وصف للحكمة الحقة – قال البابا - التي يقابل بها الرسول الحكمة المزيفة. فبينما هذه الأخيرة هي "أرضية، مادية، شيطانية"، ويمكن التعرف عليها لأنها تولد الحسد، والخصام، والبلبلة وكل أنواع الأعمال الشريرة بالمقابل، "الحكمة الآتية من العلاء هي نقية، ومسالمة، ووديعة وطيعة، مملوءة بالرحمة والثمار الصالحة، عادلة وصادقة" .
وقال بندكتس السادس عشر إن الحكمة " لا تحتاج إلى أن تفرض نفسها بالقوة، لأنها تحتوي على قوة الحقيقة والحب التي لا تُغلب، والتي تفرض نفسها بنفسها. ولهذا فهي مسالمة، وديعة، طيعة؛ لا تتصرف بانحياز، ولا تلجأ إلى الرياء؛ هي متسامحة وسخية، وتُعرف من ثمار الخير التي تولدها بوفرة". وتساؤل قداسته: "لم لا نتوقف للتأمل من حين إلى آخر بجمال هذه الحكمة؟ لم لا نستشف من منهل حب الله الصافي حكمةَ القلب، التي تنقينا من رواسب الرياء والأنانية؟ هذا الأمر ينطبق على الجميع، ولكن في المقام الأول على من يجب أن يكون معزز و "حائك" السلام في الجماعات الدينية والمدنية، في العلاقات الاجتماعية والسياسية وفي العلاقات الدولية".
وقال البابا إنه "نتيجة بعض الديناميات الخاصة بالمجتمعات الكبيرة، نلحظ غالبًا نقصًا في احترام الحقيقة وكلمة الوعد، إلى جانب تفشي نزعة إلى العدوانية، والكره والانتقام. يقول القديس يعقوب: " ثمرة البر تزرع في السلام للذين يعملون للسلام". ولكن لي نقوم بعمل السلام يجب أن نكون رجالات سلام، وأن نتتلمذ في مدرسة "الحكمة الآتية من العلاء"، لكي نتشرب من خصائصها ونحمل ثمارها. إذا قام كل منا في محيطه برفض الرياء والعنف في النوايا، في الكلمات وفي الأعمال، وإذا زرع بعناية مشاعر الاحترام والتفاهم وتقدير الآخرين، ربما لن يتوصل إلى حل كل مشاكل الحياة اليومية، ولكنه يستطيع أن يواجهها بهدوء وبفعالية أكبر.
وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي، ذكر البابا بالصراعات العديدة في العالم، والتي تودي كل يوم بحياة الكثيرين، معرباً عن المه العميق لسماعه خبر الاعتداء الخطير على الجنود الايطاليين في افغانستان. "أرفع الصلاة لأجل الضحايا وذويهم والهيئات المدنية والعسكرية – قال البابا - وفي الوقت عينه أعبر عن مشاعر المودة تجاه أفراد القوات الدولية العاملة في حفظ السلام ونمو المؤسسات في أفغانستان". " أذكرهم جميعاً أمام الرب وبنوع خاص أذكر الشعوب المدنية العزيزة، وأدعوكم الى رفع الصلوات للرب من أجلهم جميعاً". وجدد البابا تشجيعه على تعزيز التضامن بين الأمم "لدحض منطق العنف والموت وتعزيز العدالة والمصالحة والسلام، ودعم نمو الشعوب انطلاقاً من المحبة والتفاهم المتبادل".
وكما ذكر البابا أيضاً بزيارته المرتقبة الى الجكهورية التشيكية في 27 و28 سبتمبر الجاري ولفت إلى أن "الجمهورية التشيكية الواقعة جغرافياً وتاريخياً في وسط أوروبا تحتاج مع القارة كلها إلى إيجاد مناهل الإيمان والرجاء بعد أن عاشت مآسي القرن الماضي". وأشار قداسته إلى أنه يسير على خطى يوحنا بولس الثاني – الذي زار هذه البلاد ثلاث مرات – موضحاً: "أنا أيضاً سأكرم شهود الإنجيل الأبطال، القدامى والجدد، وسأشجع كل واحد منهم على التقدم في المحبة والحقيقة". "أوجه شكراً مسبقاً إلى جميع الذين سيرافقونني خلال هذه الرحلة بصلواتهم ليباركها الرب فتحمل ثماراً جمة". (وكالة فيدس 21-09- 2009)


مشاركة: