الفاتيكان – إعادة التأكيد في قلوب الجميع على ضرورة وإلحاحية التبشير "إلى الأمم": إرشاد أمين عام الجمعية الحبرية لنشر الإيمان

الاثنين, 15 أكتوبر 2012

حاضرة الفاتيكان (وكالة فيدس) – يكتسب الاحتفال باليوم الإرسالي العالمي لهذه السنة معنى خاصاً إذ يتزامن مع الذكرى الخمسين لافتتاح المجمع الفاتيكاني الثاني بقراره "إلى الأمم"، ومع افتتاح سنة الإيمان وسينودس الأساقفة حول شعار الكرازة الإنجيلية الجديدة، مما يسهم في إعادة التأكيد على رغبة الكنيسة المستمرة في الالتزام بمزيد من الشجاعة والحماسة لكي يصل الإنجيل إلى أقاصي المسكونة. لقد شكل المجلس المسكوني تجربة عنصرة بمشاركة أساقفة من جميع أنحاء العالم، الأمر الذي اعتبر دليلاً نيراً على أن الكنيسة جامعة. فالأساقفة المرسلون والرعاة من الجماعات الموزعة بين شعوب غير مسيحية أضفوا على المجلس صورة كنيسة دائمة الحضور في كافة القارات. كان يوجد في الأقاليم الإرسالية حوالي 600 أسقف يحركهم شغف بنشر ملكوت الله. أما الآن، فهناك حوالي 1100 أبرشية إرسالية مما يظهر مدى نمو الكنيسة خلال السنوات الخمسين الأخيرة. إن الجمعية الحبرية لنشر الإيمان، ومن خلال حملة لجمع الأموال بمناسبة اليوم الإرسالي، هي التي أسهمت بشكل ملحوظ في نشوء هذه الأبرشيات وإعادة التأكيد في قلوب الجميع على ضرورة وإلحاحية تبشير الأمم.
العمل الإرسالي ليس اختيارياً. حالياً، لا تزال هذه الرؤية التبشيرية مناسبة وتقدم ذاتها في الواقع كإلحاحية متجددة في إطار سنة الإيمان. وقد دعا الأب الأقدس إلى سينودس خاص حول أولوية التبشير. يقول الأب الأقدس في رسالته لهذه السنة أن مسؤولية إعلان الإنجيل في كافة أنحاء العالم تقع على الأساقفة أولاً. فهم المسؤولون مباشرة عن الكرازة الإنجيلية في العالم، كأعضاء في مجمع الأساقفة وكرعاة كنائس خاصة. وبالنسبة إلى الراعي، لا يقتصر تفويض نشر الإنجيل على اهتمامه بشعب الله الموكل إلى عنايته الرعوية؛ بل يجب أن يتضمن كافة نشاطات الكنيسة الخاصة، وكافة مجالاتها، باختصار كيانها كله. رسالة هذه السنة محددة جداً وهي تقول أن العمل الإرسالي "ليس إسهاماً اختيارياً بالنسبة إلى الكنيسة".
ينبغي على الرسالة "إلى الأمم" أن تكون الأفق والنموذج الدائم لكل مجهود كنسي – يجب ألا يبقى الاهتمام بالتبشير على هامش النشاط الكنسي أو الحياة الشخصية لأي معمد. نحن مبعوثون ويجب أن ندرك أننا مستلمو الإنجيل ورسله في الوقت عينه. ويتطلب هذا الأمر تعديلات في التزامنا الشخصي، وأنماط حياتنا، وتخطيطنا الرعوي، وتنظيمنا الأبرشي، بخاصة في عالمنا الدائم التبدل لأنه "ينبغي على الرسالة إلى الأمم أن تكون حالياً الأفق والنموذج الدائم لكل مجهود كنسي، لأن هوية الكنيسة تتشكل بالإيمان بسر الله الذي أظهر ذاته في المسيح ليعطينا الخلاص، وبرسالة الشهادة له وإعلانه للعالم حتى مجيئه" (رسالة سنة 2012).
سنة الإيمان – "يجب أن نستعيد الحماسة الرسولية التي كانت تتصف بها الجماعات المسيحية الأولى التي استطاعت على الرغم من صغر حجمها وضعفها، وعبر إعلانها وشهادتها، أن تنشر الإنجيل في العالم المعروف آنذاك" (رسالة سنة 2012). يرمي الاحتفال بسنة الإيمان وسينودس الأساقفة حول التبشير الجديد إلى إعادة إطلاق التعاون والنشاط التبشيريين في مختلف السياقات الراهنة. تحتاج الإنسانية إلى مبشرين كاثوليك، ولا نستطيع السماح لأزمة إيمان أن تصبح عائقاً أمام التبشير. فالإيمان بالله المحب يوجد في جوهر نشاطنا التبشيري، وهذه "هبة أعطيت لنا لنتشاركها؛ إنها موهبة تم تلقيها لتحمل ثمراً؛ إنها نور لا يجب إخفاؤه أبداً، بل يجب أن ينير المنزل كله" (رسالة سنة 2012).
الالتزام الشخصي واللقاء مع المسيح القائم من بين الأموات – يشدد الأب الأقدس على اللقاء الشخصي. ويقدم لنا اليوم الإرسالي فرصة مناقشة إيماننا، وتمييز قوة إيمان جماعتنا لنعلن البشرى السارة للإنسانية لأن "اللقاء مع المسيح كشخص حي يروي ظمأ القلب ولا يمكنه إلا أن يؤدي إلى الرغبة في مشاطرة فرح هذا الحضور وإعلانه مع الآخرين، لكي يعيش الجميع هذا الاختبار" (رسالة سنة 2012). يشكر الأب الأقدس شخصياً الذين يقدمون إسهامهم بسخاء: "أذكر وأشكر الجمعيات التبشيرية الحبرية، أدوات التعاون في رسالة الكنيسة الجامعة حول العالم. فمن خلال عملها، يصبح إعلان الإنجيل، تدخل مساعدة تجاه القريب، وعدالة تجاه الفقراء، وإمكانية تعلم في أبعد القرى، ومساعدة طبية في الأماكن المعزولة، وتحرر من الفقر، وإعادة تأهيل للمهمشين، ودعم لتنمية الشعوب، وتخط للانقسامات الإتنية، واحترام للحياة في كل مراحلها" (رسالة سنة 2012). إن الاحتفال باليوم الإرسالي العالمي في سنة الإيمان هذه هو دليل آخر على نعمة الرب.
الأب تيموثي ليهان باريت، أمين عام الجمعية الحبرية لنشر الإيمان. (وكالة فيدس 15/10/2012).


مشاركة: