آسيا/كمبوديا – قلق شديد عقب انتشار وباء حمى قلاعية يصيب بخاصة الأطفال المعانين من سوء التغذية

الثلاثاء, 26 يونيو 2012

بنوم بنه (وكالة فيدس) – يعتبر بعض الخبراء أن معدل سوء التغذية المرتفع في كمبوديا سبب الانتشار السريع لوباء حمى قلاعية بشرية أدى منذ شهر أبريل الفائت إلى مقتل 54 طفلاً فقيراً. وأغلقت في البلاد كافة دور الحضانة والمدارس الابتدائية في سبيل محاولة احتواء انتشار الفيروس المعوي- 71 (EV-71) الذي يعتقد أنه سبب وباء المرض المعروف أيضاً بالطفح الحموي لليدين والقدمين والفم. ويصيب هذا المرض الأخير القاصرين بخاصة، وتحصل العدوى عبر لمس الغشاء المخاطي للمصاب أو لعابه أو برازه. وتنتشر هذه الأوبئة بشكل عام في جنوب شرق آسيا خلال موسم الأمطار. ففي مستشفى كانتا بوبا في العاصمة الكمبودية، يموت معظم الأطفال المصابين بين أبريل ونهاية يونيو. وقد سجلت في مناطق مختلفة أشكال طفيفة من المرض وربما هناك مئات الحالات غير المحصاة بسبب محدودية الخدمات الصحية في البلاد. من المستحيل تحديد معدل الوفيات في حالة الشكل الحاد لهذه الحمى. فالحكومة الكمبودية لم تبدأ بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية في سبيل رصده إلا في الفترة الأخيرة.
يتبين من بحث أجرته وزارة الصحة الكمبودية ومنظمة الصحة العالمية أن فيروس EV-71، أحد الأسباب المعروفة لمرض اليد والقدم والفم، كان موجوداً في معظم الحالات المسجلة. توفي العديد من الأطفال خلال اليوم الأول من تلقي العلاج في المستشفى وقبل الإصابة بالمرض، كانوا جميعاً يعانون من سوء التغذية أو من أمراض مزمنة. ويعاني 40% من الأطفال الكمبوديين من سوء التغذية مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية. كما يسجل في البلاد ثالث أعلى معدل سوء تغذية لدى الأطفال بين أفراد رابطة أمم جنوب شرق آسيا، ويعاني 28% من الأطفال دون الخامسة من نقص في الوزن أو صغر في الحجم بالنسبة إلى عمرهم. ويشكل "الجوع الخفي"، نقص الفيتامينات أو الأملاح المعدنية، أحد مشاكل البلاد الخطيرة إذ أن نصف الأطفال دون الخامسة، الأكثر عرضة لحمى اليدين والقدمين والفم، يعانون من فقر في الدم، بخاصة بسبب نقص الحديد، مع العلم أن 9 من 10 يصابون بفقر الدم منذ عامهم الأول. ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فقد سجلت في الصين خلال هذه السنة أكثر من 1.27 مليون حالة حمى قلاعية طفيفة أو حادة مقابل أكثر بقليل من 711300 حالة خلال العام الفائت، مع العلم بأن إصابات هذه السنة أدت إلى وفاة 356 شخصاً. علاوة على ذلك، يبدو أن عدد الإصابات بهذا المرض قد تضاعف حوالي 30 مرة في سنغافورة إذ ارتفع من 871 إلى أكثر من 26000 خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية. (وكالة فيدس 26/07/2012).


مشاركة: