الفاتيكان - بندكتس السادس عشر: "التربية على السلام تدخلُ في رسالة الكنيسة التي تسلمتها من المسيح، وتشكّلُ جزءًا رئيسيًا من التبشير"

الأحد, 2 يناير 2011

حاضرة الفاتيكان (وكالة فيدس) - "بالنسبة للجماعة الكنسية، تدخلُ التربية على السلام في رسالة الكنيسة التي استلمتها من المسيح، وتشكّلُ جزءًا رئيسيًا من التبشير، لأنّ إنجيل المسيح هو أيضًا إنجيلُ العدالة والسلام"، هذا ما أكّده قداسة البابا بندكتس السادس عشر خلال القدّاس الذي أحتفل به في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان يوم الأحد 1 يناير 2012، عيد القديسة مريم أمّ الله واليوم العالمي الخامس والأربعين للسلام حول موضوع: "تربية الشباب على العدالة والسلام".

وشدّد البابا بأنّ "الكنيسة في الأزمنة الأخيرة أشارت إلى حاجة تضمُّ إليها جميع الضمائر الحسّاسة والمسؤولة عن مصير البشرية، الحاجة للإجابة على التحدّي الحاسم، ألا وهو تحدّي التربية"، وواصل بالقول: "أمام الصعوبات التي تلقي بظلالها على عالم اليوم، تحمّل مسؤولية تربية الشباب على معرفة الحقيقة وعلى القيم الأساسية في الوجود وعلى الفضائل الفكرية واللاهوتية والأخلاقية، يعني النظر إلى المستقبل برجاء. وفي العمل على تربية متكاملة، تدخلُ أيضًا التنشئة على العدالة والسلام". فالشباب يعيشون اليوم "في عالمٍ أصبح، كما يُقال، صغير حيث التقاء الثقافات والتقاليد المختلفة، وإن لم يكن دومًا مباشرًا، يبقى مستمرًا. بالنسبة إليهم، اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى، من الضروري تعلّم قيمة وطريقة التعايش السلمي والاحترام المتبادل والحوار والتفاهم. فالشباب بطبيعتهم منفتحون على هذه المواقف، إلا أنّ الواقع الاجتماعي الذي ينمون فيه قد يحملهم إلى التفكير والتصرّف بطريقةٍ معاكسة، إلى درجة أن تكون متعصبة وعنيفة. فقط التربية الراسخة لضمائرهم يمكنُ أن تضعهم بمحمىً عن هذه المخاطر وتجعلهم قادرين للمحاربة دومًا بالاعتماد على قوّة الحقيقة والخير".

العائلة، المدرسة وبقية المؤسسات التربوية تساعدُ "الأطفال، الصبيان، المراهقين، لتنمية شخصيةٍ تضمّ في داخلها معنىً عميقًا للعدالة واحترام الآخر، مع القدرة لمواجهة الصراعات دون استبداد، والقوّة الداخلية للشهادة للخير حتّى وإن كلفت تضحيات، والغفران والمصالحة". وفي هذا العمل التربوي "تقع مسؤولية خاصّة على الجماعات الدينية"، واصل البابا بالقول، "فكلّ مسيرة من التنشئة الدينية الأصيلة ترافق الإنسان منذ نعومة أظفاره لمعرفة الله ومحبته وتحقيق إرادته. الله محبة وعادل ومسالم، ومن يريد إكرامه عليه أولاً أن يتصرّف كابنٍ يتبعُ مثال الآب". (SL) (وكالة فيدس 2-1-2012).


مشاركة: