على مر السنين، وفي مختلف الجوانب التي لفتت انتباهنا في مجالات الاقتصاد والحقوق وعلم الاجتماع أو العلوم السياسية، كان موضوع أساسي واحد، خيط ذهبي واحد كفيلاً بربط كل عملنا ببعضه البعض

الثلاثاء, 5 مايو 2009

حاضرة الفاتيكان (وكالة فيدس) – خلال عملنا هذا، لم يغب عن ذهننا التزام الكنيسة الطويل بحقوق الإنسان، ومساهمتها الحاسمة في رؤيتها الرفيعة للحقوق المنصوص عليها في العديد من اتفاقيات حقوق الإنسان بما فيها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والكرسي الرسولي المؤيد الشجاع لهذه الرؤية في الإطارات الدولية. وقد تميز هذا الالتزام بإدراك متعقل بأن مشروع حقوق الإنسان الحديث بحاجة دوماً كسائر الأعمال البشرية إلى أن يحقق أفضل وأسمى التطلعات. هذا ما قالته رئيسة الاكاديمية الحبرية للعلوم الاجتماعية خلال لقاء الاكاديميا بالبابا بندكتس السادس عشر في الرابع من مايو.
على مر السنين، وفي مختلف الجوانب التي لفتت انتباهنا في مجالات الاقتصاد والحقوق وعلم الاجتماع أو العلوم السياسية – قالت ماري أن غليندون - كان موضوع أساسي واحد، خيط ذهبي واحد كفيلاً بربط كل عملنا ببعضه البعض. ولطالما كان تركيزنا الرئيسي على كرامة الإنسان والمصلحة العامة. قداسة البابا، لقد كانت جلستنا العامة مكرسة هذا الأسبوع بشكل كامل للتحدث عن الطريقة التي ظهر من خلالها هذا الموضوع في مفهوم حقوق الإنسان العالمية.
كذلك لم يغب عن ذهننا الأمر المثير للسخرية الذي يتمثل في ظهور تهديدات حالية للكرامة الإنسانية على شكل حقوق الإنسان. وكما أشرتم في كلمتكم البارزة التي وجهتموها إلى الأمم المتحدة السنة الفائتة، فإن الضغوط تتزايد "للانتقال من حماية كرامة الإنسان إلى تلبية المصالح البسيطة التي كثيراً ما تكون مصالح خاصة".
لذلك، وبمساعدة الخبراء في كافة العلوم الاجتماعية، قمنا باستعراض العلاقة المتبادلة الطويلة بين الديانة المسيحية وأفكار حقوق الإنسان. وحللنا دائرة حماية حقوق الإنسان المتوسعة في محاولة لتمييز إن كانت المطالبات الجديدة بالحقوق تفضي أو لا تفضي إلى الازدهار البشري. كما ركزنا بخاصة على الحقوق التي يتم انتهاكها حالياً كالحق في الحياة، وحق تأسيس عائلة، وحرية المعتقد والدين، وعلى الحقوق التي انتظرت طويلاً ليتم إنجازها مثل الحق في العيش الكريم. وبناءً على دراساتنا السابقة حول العولمة، تناولنا مسألة أدوار الدول والجهات الخاصة والهيئات الدولية في إحياء حقوق الإنسان.
أود أيضاً أن أغتنم الفرصة لأشكركم بالنيابة عن جميع أعضاء الأكاديمية على تعاليمكم حول الإيمان والرجاء والمحبة التي توفر أساساً غير مشروط لحقوق الإنسان، وعلى القدوة التي تمثلونها في قيامكم بالرسالة الرسولية الصعبة التي دعتكم العناية الإلهية إليها. (وكالة فيدس 05-05-2009)


مشاركة: