إفريقيا/بنين – رسائل المرسلين الأوائل من جمعية الإرساليات الإفريقية الذين وصلوا إلى داهومي سنة 1861

روما (وكالة فيدس) – "في 21 أبريل الجاري أي في أول أحد بعد وصولنا، حضر مئة شخص أو أكثر من سود وبيض القداس الأول الذي احتفلنا به علناً في كابيلا الحصن البرتغالي المهملة حتى الآن. كل المشاركين رحبوا بفرح حقيقي بإعلان القرار المتخذ لصالحهم من قبل الأب الأقدس، بناء على مشورة الجمعية المقدسة. ووعدوا بأن يتابعوا بمثابرة الشعائر الدينية التي بدأت تتأسس فيما بينهم". هذا ما كتبه في 26 أبريل 1861 الأب فرنشيسكو بورغيرو، المرسل الإيطالي من جمعية الإرساليات الإفريقية الذي كان قد وصل قبل ثلاثة أيام إلى ويدا مع الأب فرنانديس الإسباني، وذلك في سبيل إعلام عميد مجمع تبشير الشعوب الذي كان آنذاك الكاردينال أليساندرو برنابو. في الخامس من يناير 1861، كان المرسلان اللذان انطلقا برفقة شخص ثالث توفي خلال الرحلة قد غادرا تولون على متن سفينة أمازون المتوجهة إلى داهومي المعروفة اليوم ببنين. وكانوا جميعاً ينتمون إلى جمعية الإرساليات الإفريقية التي تأسست قبل فترة وجيزة وأوكلت إليها من قبل مجمع تبشير الشعوب مهمة تبشير تلك الأراضي بالإنجيل.
اسم "بنين" مرتبط بمملكة بنين ومدينة بنين التي اتخذت اسمها من الجون الذي تشرف عليه بنين حالياً. تحول اسم داهومي سنة 1975 إلى جمهورية بنين الشعبية، وقد اختير هذا الاسم لحياده إذ تتعايش فيها أكثر من خمسين مجموعة لغوية وإتنية مختلفة. اسم داهومي كان اسم مملكة فون القديمة وقد اعتبر غير ملائم للتعريف عن الأمة جمعاء.
إن الرسائل المنتظمة والقيّمة التي كان يكتبها شهرياً هؤلاء المرسلون الأوائل في داهومي من أبريل 1861 ولغاية أبريل 1862، والتي كانوا يبعثون بها إلى إخوتهم في فرنسا ورؤساء مجمع تبشير الشعوب لإخبارهم عن اكتشافاتهم وعملهم والمصاعب التي كانت تواجههم في الكرازة الإنجيلية، تُنشر للمرة الأولى بالكامل مع العديد من الملاحظات لتسهيل قراءتها على غير المختصين، وذلك بمناسبة الذكرى المئة والخمسين للكرازة الإنجيلية الثابتة في بنين (رينزو مانديرولا وبيار تريشيه – "رسائل من داهومي" – منشورات كارتالا). (وكالة فيدس 19/08/2011).